fbpx

الدكتور هيثم رحمة لـ نينار برس: الشعب السوري يريد حريته وليس لدى النظام سوى الرصاص والقتل والاعتقالات

0 208

أسئلة عديدة وملحّة تتردد على أذهان السوريين بحثاً عن جواب يبعث بعض الأمل في نفوسهم، فمناطق النظام تشهد أسوأ وضع معاشي في تاريخ سوريا الحديث، فالسوريون هناك على حافة المجاعة، وهم انفجروا وسينفجرون أكثر فأكثر بسبب واقعهم المرير الذي أوصلهم إليه النظام الأسدي.

نينار برس حاورت عبر أسئلتها التالية الدكتور هيثم رحمة الأمين العام للائتلاف الوطني السوري، فأجاب على أسئلتها مشكوراً.

س1- تشهد المناطق الخاضعة للنظام الأسدي إلى اضطرابات عميقة بسبب عدم قدرة النظام على تلبية احتياجات السكان في مناطقه من حاجاتهم الأساسية، وبسبب الهوّة الواسعة والخطيرة بين الدخل وأسعار السلع.

برأيكم إلى أين تسير الأوضاع في مناطق النظام؟ هل سيتمكن من السيطرة عليها أم ظروف السيطرة لديه باتت ضعيفة جداً؟

فساد وقمع النظام الأسدي أس الكارثة

يقول الدكتور هيثم رحمة في إجابته على سؤالنا الأول: “من أهم واجبات الدولة ومؤسساتها توفير العديد من العناصر، التي تتعلق بخدمة الشعب مادياً، ومعنوياً، وحماية الوطن، ووحدة أراضيه، والمحافظة على السيادة والاستقلال الدستوري”.

مضيفاً: “وهذا بالجملة والتفصيل ما عجز عنه النظام السوري منذ سنوات خلت، ومنها ما فرط به ابتداءً، ومنها ما تسبب به عبر تصرفاته الرعناء، وفساد منظومته برمتها، فبعد تدميره البلاد، وتشريده العباد، عكف بكل صلافة ونذالة على إذلال من بقي من شعبنا السوري في مناطق سيطرته”.

ويتابع رحمة إجابته: ” فلم يكن يعبأ النظام بتوفير الغداء والدواء، وأوليات الحياة الطبيعية، من ماء وكهرباء ووقود ومرافق خدمات اقتصادية أو تعليمية أو اجتماعية أو صحية أو خدمية أخرى، الأمر الذي عانت منه شرائح عريضة من أهلنا، وزاد الطين بلة الفساد المستشري في معظم مرافق الدولة ومؤسساتها”.

ويرى الدكتور رحمة أن تلك الظروف يقف خلفها أيضاً “استمرار الضغط الأمني الرسمي والميليشياوي والطائفي، وتفرعاته الإيرانية والروسية والحزبلاوية، كل هذه العوامل وغيرها جعل المواطن السوري أمام حالة مغرقة باليأس والبؤس، فالأسعار المرتفعة وغير المتناسبة مع الدخل، ورفع الدعم عن المواد الغذائية الأساسية، دفع المواطن نحو الانفجار، وهذا ما حدث في أكثر من مناسبة، حتى بدأت التفاعلات تتحول لاضطرابات ومظاهرات ذكرتنا ببدايات الثورة السورية من جهة زخمها وشعاراتها وتلقائيتها، ومن جهة رد النظام الاجرامي عليها بنفس أساليبه التي عرفناها سابقاً وتكرر المشهد”

ويعتقد رحمة أن السوريين “شعب يريد حريته وكرامته وأسباب عيشه الكريم”، وإن النظام ليس لديه إلا الرصاص والاعتقال والتغييب والقتل والتدمير. والسؤال المطروح هل سيعود الهدوء بعد كل انتفاضة؟ في تقديرنا طالما أن الشعب يواجه نفس الظروف فسوف يستمر حراكه، والأمر مرشح للانتقال لمناطق أخرى من المناطق التي يهيمن عليها النظام الأسدي.

س2- قوى الثورة والمعارضة لديها فرصة بمخاطبة الناس في مناطق النظام بسبب معاناتهم. كيف يمكن للائتلاف استثمار الوضع المتردي في مناطق النظام لرفد التغيير وفق القرار 2254؟ لماذا لا يتواصل الائتلاف مع الشخصيات والقوى الصامتة في مناطق النظام للتنسيق لتطوير الاحتجاجات السلمية هناك؟.

التواصل مع شعبنا في الداخل ضرورة

وعن سؤالنا الثاني المتعلق بمخاطبة الائتلاف للسوريين في مناطق سيطرة النظام الأسدي يقول الدكتور هيثم رحمة والذي يشغل منصب الأمين العام للائتلاف الوطني السوري:

“التواصل مع شعبنا في الداخل أمر ضروري، وهذا الإجراء له حساسية خاصة، ولذلك لا يمكن الخوض بتفاصيله، والرسائل الموجهة من الائتلاف لشعبنا في الداخل لم ولن تتوقف “.

وضيف الدكتور رحمة “أما الحل السياسي وفق 2254، فهو الهدف الماثل أمام كل السوريين منذ صدوره في 2015، ولكن مع الأسف الشديد، ولأسباب لا تتعلق بالمعارضة السورية، فقد تمّ تأجيل تطبيق وتجاوز عناصر القرار، بل وتعرّض القرار لمحاولات الالتفاف عليه مرات عديدة، ومع ذلك نؤكد أن فشل النظام في إحراز أي تقدم على أي صعيد، جعل العالم يراجع نفسه، ويتطلع لفرض حل سياسي ينهي معاناة ومأساة السوريين، وخاصة بعد الحرب الروسية على أكرانيا، ودعم النظام السوري لروسيا”.

ويرى الدكتور رحمة: “أن النظام أفسد الأجواء على نفسه، وفوّت الفرص التي كانت تتحدث عن إعادة تأهيله عربياً وأوربياً ودولياً، بزعم أنه انتصر، ولا بد من الوصول لحل ما يطوي صفحة المأساة السورية بحسب زعم البعض، ولو على حساب الشعب السوري، الذي تعرّض للقتل وللتهجير والتدمير”.

ويتابع الدكتور رحمة كلامه: “وهكذا عادت الأصوات الدولية تتعالى لإيجاد حل سياسي يرضي السوريين بالحد الأدنى، وما حدث مؤخراً من انتفاضة السويداء ومظاهرات الشمال المحرر ضد تأهيل بشار ونظامه، والعودة لمناطق نفوذه، أكد للعالم من جديد أن الحل السياسي هو المطلوب، ولكن بشروط الشعب السوري وليس بشروط جلاده”.

س3- طرحت رئاسة الائتلاف مشروع الاصلاح الشامل في بنية وأداء الائتلاف. برأيكم ما الخطوات الاصلاحية المؤثرة التي تمّ إنجازها حتى الآن؟ وهل يمكننا القول أن عربة الإصلاح الشامل لا تزال تسير على سكتها أم أن هناك معوقات خارجة عن إرادة الائتلاف تمنع متابعة عملية الإصلاح؟ هل يمكنكم تسمية المعوقات؟

لا معوقات أمام تطور الائتلاف وإصلاحه

يجيب الدكتور هيثم رحمة عن سؤالنا حول استمرار عملية إصلاح الائتلاف: “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كما أي مؤسسة نضالية، يجدد دماءه بشكل متكرر والمؤسسون في الائتلاف تقلص عددهم، وزاد عدد الأعضاء الجدد، وعملية رفد الائتلاف بشخصيات وازنة عملية مستمرة، ونتوقع خلال الدورة الحالية أنّ الائتلاف سيُعززُ بشخصيات عملية وفاعلة، ومؤسسات الثورة ستستوعب أعداداً كبيرة، ولا معوقات حقيقية تمنع تطور الائتلاف، إلا أن انسداد أفق الحل السياسي، وقلّة الإنجاز، تدفع الكثيرين للإحجام عن العمل السياسي في الظروف الدولية السائدة، ولكننا مصممون على النجاح في مواكبة حركة التاريخ الثوري للثورة السورية ومؤسساتها وأدواتها النضالية “.

س4- هل تتوقعون أن تشن تركيا حرباً على الـ PKK &PYD في منبج وعين العرب وتل رفعت، أم العملية ستكون محصورة بالغارات الجوية لعملية مخلب النسر؟

دفع تركي حثيث للقضاء على الإرهابيين

يعتقد الدكتور رحمة حول إمكانية قيام تركيا بعمليات عسكرية ضد PKK وPYD “إن العملية العسكرية التي عاد الحديث حولها للواجهة، بعد العملية الإرهابية التي نفذتها كوادر وأدوات حزب العمال الكردستاني وتفرعاته في استنبول، وفي تقديرنا هناك دفع تركي حثيث لتنفيذها للقضاء على التنظيم الإرهابي وتوابعه، من باب حفظ أمن الدولة والشعب التركي”.

ويضيف الدكتور رحمة: “وهذه العملية العسكرية ليست الأولى، فقد سبقها عدد من العمليات الناجحة، والتي حصلت بعد تفاهمات بين الفاعلين الدوليين في المنطقة، وهذا الأمر يحدث الآن، ولكن في ظروف أشد تعقيداً وأكثر صعوبة، من حيث الوضع الإقليمي والدولي والظرف الزماني والمكاني، الذي يعني الكثير في السياسة التركية”.

ويرى الدكتور رحمة: “لذلك نتوقع استمرار الضغط التركي على الأطراف اللاعبين وعلى الفاعلين الدوليين، ونتوقع المزيد من المناورات والرسائل الداخلية والخارجية، ونتوقع تحركات دولية وأممية في هذا الاتجاه، في عملية تدافع شديد الحساسية تشمل سوريا وأكرانيا، وتنخرط فيه الأمم المتحدة ومجلس الأمن، تحت زعامة الولايات المتحدة وروسيا، تبحث فيه تركيا عن مصالح حيوية تزيدها قوة، وتدفع بإيران خارج المركز، والهدف الذي يمكن أن تحققه تركيا بالسياسية والمفاوضات والمناورات والطيران، قد لا يستدعي منها عملاً عسكرياً برياً، وإلاّ فالخيار الحاضر هو تنفيذ العملية العسكرية  بالشروط التركية”.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني