الدكتور هشام نشواتي شخصية ناشطة سياسياً، أمريكي من أصل سوري، مؤسس منظمة “سوريا طريق الحرية”، يشارك في جهود الدفاع عن قضية الثورة السورية ودعمها.
صحيفة نينار برس التقت بالدكتور هشام عبر الفضاء الإلكتروني ووضعت أمامه الأسئلة التالية، فأضاء جوانبها وفق رؤيته.
س1: عُقد في واشنطن مؤتمر أعدّ له أمريكيون سوريون، كان هدفه وضع نسخة أولى لميثاق وطني سوري. هل ما ينقص السوريين الآن ميثاق وطني للخروج بحل سياسي، يعطّل النظام الأسدي، أي عملية تفضي إليه؟ أم ينقصهم إطار عمل موحد له برنامج عملٍ وأهداف سياسية؟ ما رأيكم أنتم كمؤسس لمنظمة سورية طريق الحرية؟
س2: الحرب الروسية على أوكرانيا فتحت أبواب الصراع بين روسيا والغرب على مصراعيها. هل تعتقد أن الروس انزلقوا في حرب خطط لها الغرب ستكون فواتيرها باهظة عليهم؟ وهل سينعكس ذلك على تقديم تنازلات في ملف الصراع السوري؟
س3: أنشأتم منظمة (سوريا طريق الحرية). ما محتوى وجوهر نشاط هذه المنظمة؟ وما خططها القريبة في أماكن نزوح السوريين؟ هل يمكنكم وضع توضيح ذلك بصورة عامة؟
س4: السوريون يجهلون حجم ودور ومنظمات الأمريكيين من أصل سوري. هل يمكنكم بيان حجم وعدد هذه المنظمات؟ وهل هي منظمات تستطيع التأثير على القرار السياسي الأمريكي بخصوص سوريا؟ ما حدود هذا التأثير؟
أولويات تسبق تبني ميثاق وطني
يقول مؤسس منظمة سوريا طريق الحرية الدكتور هشام نشواتي: “إن فكرة إيجاد أو تبني ميثاق وطني موحد للسوريين هي فكرة لا مانع منها، ولو أنها لا تتقدم على قائمة الأولويات حالياً في هذه الظروف من الجمود الدولي تجاه القضية السورية، وفي خضم محاولات عصابة الأسد وبعض الدول في إعادة تعويمه”. مضيفاً: “وبالرغم من ذلك، فهي خطوة إيجابية، طالما أنها تمّت أو ستتم بطريقة صحيحة بدون تكرار الأخطاء الماضية”.
ويرى نشواتي أن عقد المؤتمر المذكور: “مشروعٌ مبررٌ له إذا تم فعلاً بشكل صحيح وبنجاح”. لكن نشواتي يتابع رأيه فيقول: “للأسف معظم السوريين قد أصيبوا بالإحباط من الفشل المكرر لتوحيدهم، أو توحيد جبهة نضالهم، لدي إيمان راسخ بأنه لم يكن هناك نجاح لمشاريع، أو لنقل مشاريع توحد العمل النضالي، ما لم يتم سلوك طريق المصارحة والمصالحة، وأعني بذلك حلّ الخلافات الشخصية، والاختلافات الفكرية، وتنحية (الأنا) الذاتية جانباً مع إنضاج الوجدان الوطني والسلوك الأخلاقي للأفراد المنتمين للنضال، مع تجنب المشاعر السلبية وحب التنافس على القيادة أو التفاخر الفارغ بها”.
ويعتقد نشواتي: “إن أول الخطوات التي يجب اتخاذها قبل انعقاد مؤتمر لكتابة ميثاق وطني، هو إيجاد مجالس مدنية يتوحد فيها النضال المدني الثوري، وتتلاحم فيها كافة القوى الثورية، وتكون له تمثيلات لكل السوريين في الداخل والخارج، ويكون رديفاً للائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية، والذي يجب عليه تطوير نفسه ليتجنب انفصال القاعدة عن القمة، ويكون ممثلاً حقيقياً شعبياً وجماهيرياً للمعارضة”
ويرى نشواتي: “إن هذه المجالس المدنية يجب أن تكون رديفة للائتلاف، فلا يمكن إسقاط الائتلاف، ويجب إسقاط الأصوات التي تنادي بإسقاطه، لأنه معترف به دولياً كممثلٍ للثورة السورية والنضال الثوري”
ويتابع نشواتي: “أشدد على أهمية تطوير الائتلاف بما يتناسب مع القاعدة الشعبية، وآمال السوريين الأحرار في إسقاط الأسد وبناء سورية جديدة، وعليه اتخاذ خطوات في هذا الاتجاه”.
مضيفاً: “إن على السوريين الأحرار مسؤولية إعادة تشكيل هيكل بنيوي للنضال، لتحريك المياه الراكدة، وسحب البساط من هؤلاء الذين يحاولون إعادة تعيين الأسد.
الغرب وحرب أوكرانيا
لا يرى نشواتي “أن الغرب قصد أن يجلب الروس في حرب مخطط لها”. وهو يرى أن الروس كانوا قد بدؤوا بالتخلي عن الأسد وعن سوريا وإعطاء التنازلات، ولكن للأسف تم إعطاء بعض القواعد في سوريا كما شهدنا للعدو الإيراني أو المحتل الإيراني”.
معتقداً أي نشواتي: “أنه يجب على السوريين أن يؤمنوا بالتغيير الحقيقي، وأن يدرسوا مليّاً التاريخ وحديثاً تجربة الأوكرانيين في حشد الدعم الدولي لقضيتهم، فبرأيه: “هناك درسٌ نتعلمه من النضال الأوكراني ضد ثاني أقوى دولة في العالم أو عالمياً، لقد استطاع هؤلاء الأوكرانيين إيجاد حالة استراتيجية عقائدية وفكرية إضافة إلى عسكرية مع الدول القوية، تبنت نضالهم، وقدّمت كل أشكال الدعم لهم، فلنتعلم منهم”.
ويضيف نشواتي: “إن أهم خطة بعد توحيد الصفوف وإعادة تشكيل وتطوير هيكلية بنيوية للنضال في سوريا، أو الأحرى للسورين، هو سلوك طريق يؤدي إلى خلق تحالف عقائدي إستراتيجي فكري، إضافة إلى عسكري مع دول ذات وزن دولي كالولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب الديموقراطي”.
منظمتنا جسر تواصل
وسألنا الدكتور هشام نشواتي عن منظمته التي أسسها والتي أسماها (سوريا على طريق الحرية)، فقال: “إن منظمتنا (سوريا على طريق الحرية) هي منظمة غير ربحية، تعمل على تطوير وتحديث الفكر، وتحديث المفاهيم الفكرية على المستوى الثوري والسياسي والاجتماعي لأجيال السوريين، وتطوير وتحديث الكيفية التي ينظر بها الأمريكيون كمسؤولين حكوميين، أو كأشخاص أفراد للثورة السورية، والنضال السوري في التحرر من نظام الأسد، مع هدف رئيسي هو خلق جسور على المستويات الفكرية والعقائدية والسياسية والإستراتيجية والمصيرية والمصلحية والاجتماعية، التي تربط بين سوريا الحرة الجديدة المبنية على أسس حضارية وعلمية متطورة ودول الغرب الديموقراطي الحر، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
ويوضح نشواتي أكثر فيقول: “سيكون هناك مبادرة قريبة لترجمة هذا على أرض الواقع في عدة مجالات، فنحن لا زلنا منظمة وليدة حديثة، ولكن أتوقع نمو وزيادة في حجم نشاطاتنا ومشاريعنا”.
الأمريكيون السوريون ودور منظماتهم
وعن المنظمات الأمريكية التي أسسها أمريكيون من أصل سوري يقول نشواتي: “إن هناك عدد لا بأس به من المنظمات السورية الأمريكية تنشط من أجل إبداء النصح والتثقيف والإرشاد الهادف لأعضاء الحكومة الأمريكية والأمريكيين، وقد نجحت هذه المنظمات في تمرير وإقرار قانون قيصر في عهد الرئيس ترامب، ومازالت تعمل على تفعيل وتمرير قوانين أخرى تهدف لملاحقة الأسد قانونياً على إجرامه وجرائمه، ومنعه من الإفلات من العقاب، وفرملة محاولات بعض الدول في محاولة تعويم الأسد”.
ويرى الدكتور نشواتي: “أن هناك تفهّم عند الإدارة الأمريكية لهذه الأمور، ودعنا نقول بصراحة إن عملية تفعيل أو التطبيق الفعلي لقانون قيصر، والذي كان سيؤدي لو تم تطبيقه بشكل فاعل إلى محاصرة النظام وإسقاطه فعلياً، كونه كان يشكل تهديداً وخطراً على وجوده، لقد تساهلت إدارة أوباما عن قصد مع نظام الأسد، وأغمضت عينيها عن بعض تجاوزاته، كنوع من إبداء حسن النية في مفاوضاتها مع النظام الإيراني لاستمالته وجلبه إلى طاولة المفاوضات النووية”.
ويرى نشواتي أن المنظمات الأمريكية السورية، حصرت دائماً أهدافها بالإنسانية ولتطبيق القرار الأممي 2254، إن هذه المنظمات تجد صعوبة في إعادة الزخم للشأن السوري حالياً بالمستوى المطلوب الذي كان عليه في عهد ترامب، ولكنهم لم ييئسوا، وهناك أمل في إعادة الزخم من جديد عند الفوز المتوقع للجمهوريين في انتخابات الكونغرس النصفية في نهاية هذا العام، كما أن الحرب الروسية على أوكرانية قد أعادت سوريا إلى الواجهة كجبهة محتملة الضغط على الروس”.
وختم نشواتي حديثه قائلاً: “أخيراً إن الحراك الشعبي الذي نراه حالياً في إيران ضد النظام الإيراني، سيكون له ارتداداته على المنطقة، وعلى سوريا خاصةً، إذا نجح بإسقاط النظام”.