الدكتور بدر جاموس لـ نينار برس: النظام وداعموه هم من يعطّل المفاوضات.. ونضغط لجدولة عمل الدستورية
الحوار مع الدكتور بدر جاموس يحتاج بالضرورة إلى التزود برؤى استراتيجية، فهذا الطبيب والديبلوماسي الذي انشق عن النظام منذ بداية الثورة السورية، وساهم في تأسيس المجلس الوطني ثم الائتلاف، ولعب فيهما دوراَ هاماً، لا يمكن الكشف عن رؤاه بغير أسئلة تحاول مقاربة ما وراء ما يجري من أحداث، ولهذا وضعت نينار برس أسئلتها التالية أمامه فكان هذا الحوار.
س1- هيئة المفاوضات السورية معنية بالسلال الأربع، التي يتضمنها القرار 2254، وهي سلة الحوكمة والدستور والانتخابات والإرهاب. لكن ما يجري حالياَ ومنذ تشكيل اللجنة الدستورية عام 2019 يتم التفاوض حول موضوعة الدستور، بينما السلال الأخرى مجمدة. كيف يمكن مزامنة التفاوض حول السلال الأربع؟ وما الظروف المطلوب توفرها لكي تنطلق المفاوضات بسلالها الأربع بشكل متزامن؟
س2- هناك لا يزال شرخ بين هيئة المفاوضات بغالبية مكوناتها وبين مكوني هيئة التنسيق الوطنية ومنصة موسكو. كيف ستديرون عملية توحيد هيئة المفاوضات بكامل مكوناتها؟ وهل تعتقدون بإمكانية حدوث التوحيد؟
س3- لنتحدث بصراحة، الخلاف سابقاً بين تركيا والسعودية ترك ظلاله على عمل هيئة المفاوضات ووحدتها. هل ترون أن تحسين العلاقات التركية السعودية الذي حدث بعد زيارة الرئيس أردوغان للرياض سينعكس على وحدة ونشاط هيئة المفاوضات؟ أم أن الأمر شرخٌ بين مكونات من الهيئة مع باقي أكثرية المكونات؟ ما رؤيتكم أنتم لهذا الأمر؟
س4- هناك حديث عن منطقة آمنة في الشمال السوري، وتحضيرات تركية ومن الجيش الوطني بهذا الخصوص. هل تعتقدون أن تركيا تستطيع أن تنجز هذه المنطقة بالحرب أو بغيرها؟ وهل ترون أن الظروف الدولية الحالية تمنح تركيا حرية الحركة بهذا الاتجاه؟ أم أن المنطقة الآمنة فكرة لا ركائز واقعية لها في مرحلتنا الحالية؟ وأن عودة اللاجئين إلى سوريا ترتبط جذرياً بتغيير بنيوي في السلطة القائمة في دمشق وهذا لا يزال بعيداً؟
النظام وداعموه يعطلون المفاوضات
لا يخفى على السوريين وعلى مراقبي المفاوضات بين وفدي المعارضة والنظام الأسدي أن من يعطلها هو النظام، يقول الدكتور بدر جاموس رئيس هيئة المفاوضات المنتخب حديثاً: “بالتأكيد عندما دخلت هيئة المفاوضات إلى اللجنة الدستورية بعد تعطيل الحل السياسي من وفد النظام، وهيئة الحكم الانتقالي، وبقينا على هذا الوضع سنوات 2014-2017 ، جميعها كانت محاولات فتح عملية تفاوضية مع النظام، والبدء بمرحلة الحكم الانتقالي، لكن النظام وداعميه كانوا يعطلون العملية باستمرار.
ويضيف جاموس وهو قنصل سوري سابق منشق عن النظام: “ولما تمت مسألة اللجنة الدستورية، التي كانت بوابة لإعادة فتح العملية السياسية، ومنذ ذلك الوقت، والمعارضة تضغط بكل قواها على الأمم المتحدة والدول الضامنة، وعلى الدول ذات التأثير في الأمم المتحدة، من أجل متابعة العمل التفاوضي في السلال كافة”. مبيّناً أنه: “كانت آخر محاولة عبر إرسال رسالة، تطلب المعارضة فيها وضع جدول زمني للجنة الدستورية، وفتح باقي السلال”.
لكن جاموس يضيء الأمر أكثر بقوله: “في الزيارة الأخيرة إلى نيويورك، مارست ضغطاً قوياً على الأمم المتحدة وباقي الدول المؤثرة، كي يتم فتح مسارات التفاوض كافة بسلاله الأربع”.
الشرخ لا يزال موجوداً
من تابع وضع هيئة التفاوض بعد انتخاب رئيسها الأسبق أنس العبدة سيكتشف أن “هناك شرخاً بين هيئة التفاوض ومجموعة المكونات الموجودة فيها، هناك وجهات نظر مختلفة” ويعترف جاموس ببذله جهوداً في تجاوز الشرخ فيقول: “وقد حاولت منذ تسلمي رئاسة الهيئة، التواصل مع هذه المكونات ومع الأعضاء المستقلين، من أجل التجمع والتواصل، وإيجاد حل سوري – سوري، ولكن الشرخ لايزال موجوداً”
ويضيف: “وأحاول بعد انتخابي أن نتوصل جميعاً إلى صيغة توافقية، تقدم ضمانات لجميع المكونات من أجل ترتيب البيت الداخلي والحفاظ عليه، ولا نستطيع أن نكون قوة ضاغطة على الأمم المتحدة وبناء تحالفات إقليمية ودولية، مع وجود خلاف داخلي ضمن الهيئة، وهذه مسؤولية يتحملها الجميع”.
لكن رئيس هيئة المفاوضات يتابع كلامه قائلاً: “أناشد جميع مكونات هيئة المفاوضات للجلوس سويةً والبحث عن حل، وقد قمت بدعوة جميع المكونات لعقد اجتماع رسمي أو غير رسمي، لا مشكلة في ذلك، فالمهم أن نلتقي ونبحث مع المكونات على حل يرضي السوريين والمكونات، بحيث يشعر الجميع بأن دوره محفوظ في الهيئة”. مؤكداً أن هناك أملاً ورغبةً لدى الجميع في البحث والتواصل وإيجاد حل”.
خلافات وإشكاليات متعددة
وحول أثر الخلافات الإقليمية على القضية السورية، يقول الدكتور بدر جاموس: “الخلافات الإقليمية أثّرت على القضية السورية في هيئة المفاوضات وغيرها، والتقارب العربي – التركي سيلعب دوراً إيجابياً لصالح الشعب السوري ولصالح هيئة المفاوضات”.
ويعترف جاموس: “أن هناك إشكاليات سورية – سورية وإشكالات إقليمية، وحلحلة هذه المشكلات سيكون بالتأكيد لصالح هيئة المفاوضات والسوريين”.
المنطقة الآمنة مطلبنا
وسألنا رئيس هيئة المفاوضات عن المنطقة الآمنة في الشمال السوري فقال: “بالنسبة للمنطقة الآمنة في الشمال السوري، كنا كمعارضة في بداية الثورة نطالب بوجود منطقة آمنة، تكون بعيدة على القصف والأعمال العسكرية، تؤمّن لهم الاستقرار والعيش الكريم، إلى حين تمكّنهم من العودة إلى مدنهم بشكل آمن”.
ويرى جاموس أن “أي حلٍ يمكّن السوريين من العيش بسلام والعودة إلى منازلهم، فهو مرحب به”.