fbpx

الحب سر الحياة

0 561

الكون بطبيعته جميل ما بين سهول ووديان، بحار وأنهار، جبال وهضاب، بين شقائق النعمان بلونها القرمزي الفاتح، وأوراق الخريف الصفراء ولونها الفاتح، ما بين زخات المطر الساكن ورائحة التراب الأحمر لونه ندى الورق الأخضر مع نسيمات الفجر المتكلم، الوصف لا نهاية له لكون بديع مازال الإنسان يعيش فيه وعليه من الأزل يتغنى به ليروي أروع الحكايات والخيال بطبيعة هذا الكون الجامد المتكلم فهل شابه النفس البشرية بتكوينها وجمالها أم عكس النظرية المتكلم الجامد فلن نجد نفس بشرية مهما بحثنا تتصف بالجمود وقد جملتها دوافع الحب والمشاعر في النفس البشرية والعطاء بل ورفع فوق كل زينة ليصبح زينة القلب والفكر معا الحب.
عندما رسم العالم الأمريكي ماسلو هرم الحاجات الإنسانية وأشار إلى أهمية الحاجات الفسيولوجية أكد على حاجة الإنسان للشعور بالحب هذا يعني الكثير وبضع منه حاجتنا للحب لتتمة الصحة النفسية والجسدية والعقلية معاً، تنشيط الخلايا وصحة الجسد تحتاج لإحياء الحب في الجسد والقلب، مع اختلال جزء بسيط في أحدهما سنجد اختلالاً بمهام القسم الآخر، نستطيع تسميتها بسلسلة متعلقة بعضها بالآخر؛ قال أحد أساتذة علم النفس في جامعة دمشق في محاضرة له وهي آخر محاضرة له في الجامعة: أي إنسان لا يشعر بحاجة الحب، فهو ليس من بني البشر فإن الإنسان ثلثه حب، عقل يفكر وجسم يتحرك، فهل بجوهر الحب والعاطفة نرتقي لمستوى الإنسان؟؟ هل نستطيع بالحب تصحيح الخطأ. هل بالحب ننجح ونسعد بحصاد ثمرة الحب؟؟ فإن كان ذلك صحيحاً، فالأصح أن يكون الحب بفطرة الإنسان يولد معه. سبحانه وتعالى يريد لنا الخير خلق لنا الكون جميلاً وخلقنا وأحسن خلقنا فهل من الممكن ألا يكون الجمال والحسن في عواطفنا ودافعاً من دوافعنا الداخلية. ولو افترضنا هذا، حقيقة ملموسة يعيشها الإنسان إذا ثبت لدينا أن الحياة حب، ومن أسرار السعادة فيها الحب، الحب حياة..

بهاتيك الليالي وعتمها المبهم كانت أمواج البحر تتلاطم بقوة، تتكلم بقسوة لا شبيه لها كفصل خريف يزأر، بزهر ربيع يعقد، وعقد الغصن الأخضر غيمة لا سوداء ولا رمادية خيمت بهيمنة فوق المكان سمعت صفيراً هادئاً، ضج في مسامعي وحط في داخلي ذعراً حسبته صفير باخرة مقبلة لإنقاذ من يغرق.. حقيقة لم يكن هناك من يغرق فأمواج البحر في تلك الليلة لا تقبل زائراً أو مسافراً.. هممت بمغادرة المكان إلا أن ذكرى من ذكريات حامل نعش حضرت أمامي بكل تفاصيلها، لم يكن في النعش جثمان ولا ميت يحمل، كانت مجرد بعثرات أحلام، أوراق خضراء كتب عليها آمال وأحلام، لم يزدني صوت مناجاتها استغراباً، فقط فك القفل يا حامل النعش ولا تسر به وتغرق فيغرق ويغرق معه الربيع.. لا تسر أكثر من خطوة فأوشكت على الغرق ابتعد عن الشطآن، ومن التراب الأحمر الطيب اقترب، ما تحمله بين أخشاب مصففة كصندوق الأموات ليس بجثة ولا حتى أوراق، هي الروح التي تبحث عنها البشرية بشكل إنسان لم يمت بعد، ضعه على التراب الأحمر دعه هناك يعش ليعطي بذرة خير أخضر لربما تصبح سنبلة حنطة سمراء، دعه هنا حيث يشاء، أنزله من على كتفيك بهدوء بهدوء، وغادر المكان، لا تعد فالمكان مخيف.. غادرت الذكرى المكان مسرعة كلمح البصر، غادرت الغيمة المكان مصطحبة معها إبهام الليلة السوداء التي جرجرت معها تلاطم أمواج البحر وصوت الصفير المرعب ليحل زهر تفتق ورداً وغصن مال ارتياحاً بفتق أخضر أما السنونو الذي غادر لم يعد بعد.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني