التعليم في إدلب والشمال في تراجع.. من ينقذه؟
تشهد العملية التعليمية في إدلب والشمال السوري المحرر تراجعاً، يهددها، ويجعل مستقبل التلاميذ في خطر تربوي، وخلف هذا التراجع تقف عوامل عديدة.
نينار برس أرادت تسليط الضوء على الواقع التعليمي في هذه المناطق، لدفع الجهات التنفيذية إلى التفكير بحلول عملية ودائمة لهذه الحالة.
ضعف وتراجع في العملية التربوية
يقول المعلم فواز وهو معلم مفصول من وظيفته: العملية التربوية في تراجع كبير جداً.
في محافظة إدلب قبل مجيء حكومة الإنقاذ كانت منظمة كومينكس قبل عامي 2015 و2016 تعطي تعويضات للمعلمين والمجمعات التربوية وعموم قطاع التربية، وبعد استلام حكومة الإنقاذ قلّ الدعم المقدم من منظمة كومينكس للتعليم حيث استلمت حكومة الإنقاذ كل مفاصل الدولة وقطاعاتها، بما في ذلك التعليم، وبدأ التنافس وضعفت العملية التعليمية، وحتى المعلمين تراجع أداؤهم الوظيفي
ويضيف السيد فواز: حكومة الإنقاذ كانت مدعومة من منظمة، واليوم صارت منظمات تدخل إدلب وتستلم من 10 الى 16 مدرسة، والكومينكس التي دخلت منذ فترة، رواتبها ضعيفة جداً والمنهاج مقبول نوعاً ما، وكل منظمة تختار عشر مدارس مع معلميها بشكل عشوائي، وحالياً يتمّ التعليم عبر الإنترنت.
افتتحت المدارس، وتمّ تحديد الدوام ليومين في الأسبوع للحلقة الاولى، والحلقة الثانية، والمرحلة الثانوية، كما تم افتتاح تعليم خاص (مدارس ومعاهد خاصة).
قطاع التعليم مستهلك، هناك معلمون متقاعدون، ولكنهم مهملون، بحجة أن خبرتهم بعثية، ولا يوجد أي اهتمام بالتعليم. علماً أنه مهم جداً لكن الاهتمام كله منصب على الإغاثة والمعونات وتأمين المعيشة فقط. حتى الخبرات الجامعية الموجودة في إدلب توجهت للعمل في المنظمات بسبب عدم دفع رواتب للمعلمين، حيث يبلغ مقدار الراتب 100 دولار شهرياً.
ويوضح السيد فواز: المنهاج المدرسي في مدارس إدلب هو ذاته المنهاج الذي يدرس في مناطق النظام، فقط تمت إزالة الصور التي تمجد بشار والبعث.
الشهادات غير معترف بها
د.فهد كريمش
الدكتور فهد كريمش قال لنينار برس: أهم قضية هي اعتماد الشهادات، وخاصة الثانوية، التي تصدرها حكومة الانقاذ، لأنها غير معتمدة في أي دولة في العالم، أسوة بشهادة الحكومة المؤقتة. وننوه أن المنهاج الذي تم تغييره من قبل حكومة الإنقاذ غير معتمد عالمياً، وهذه المناهج تسجّل في قسم التعليم في منظمة اليونيسكو العالمية، الذي تدون فيه كل المناهج والكتب، ويجب أن يسجل في منظمة اليونيسكو العالمية، حتى يكون معتمداً، ولا نعلم إذا كان الطالب سيستفيد من شهادة الثانوية أم لا؟.
على سبيل المثال، شهادة الثانوية العامة الصادرة عن حكومة الإنقاذ هذا العام غير معتمدة في الجامعات التركية، ولا في أي دولة في العالم، فما مصير الطالب الذي درس وتعب حتى نجح وحصل على هذه الشهادة.
ويوضح الدكتور كريمش: عملية انتقاء المدرسين لا تتم بشفافية ووضوح، والمعلمون الذين تم تعيينهم غير مؤهلين، والمعلمون الذين جاؤوا في الفترة الأخيرة، لم يأخذوا دورهم بشكل صحيح، ولم يمارسوا العملية التعليمية بشكل جيد، وهم غير مؤهلين، وليسوا من الخريجين، وبالتالي أصبح التعليم مهنة لمن ليس لديه مهنة، حيث يحصل بعضهم على وظيفة التدريس بعد واسطة ودعم، ويحرم غيره من المؤهلين، وهذه قضية خطيرة جداً، ويجب اعتماد معايير عالمية للمناهج والشهادة والتعليم.
تعليم أون لاين في عفرين
محمد طه الخضر
بدأ دوام الصفين الأول والثاني، وهناك معلومات متداولة بين الناس أن المدارس ستفتح يوم الأحد القادم، لدي ابن طالب في الصف التاسع، ولم يحدد وقت بدء الدوام حتى اللحظة، ولدي طالبة في الصف الثالث، حالياً هناك منظمة تعطيهم دروس تقوية عبر الإنترنت، كما قامت بتوزيع حقائب مدرسية ودفاتر، بالإضافة إلى فاتورة الإنترنت فهي على حساب المنظمة، مدة الدورة شهرين، خصصت لكل طالب “1 ميغا بايت” وتقوم المنظمة بتسديد الفاتورة كل شهرين، وعند انتهاء الدورة يتم تسجيل طلاب جدد.
تحديات كبيرة
حسن الشوا
مدير التربية في إدلب
يقول السيد حسن الشوا مدير التربية في إدلب: انطلاق العام الدراسي كان محفوفاً بالتحديات، منها انتشار الفيروس المستجد كوفيد-19 وضرورة اتباع الإجراءات للحد من انتشاره، بالإضافة لتطبيق بروتوكول خاص يضمن التباعد الاجتماعي، أن يكون التعليم على دفعات، دفعة يكون فيها الدوام فيزيائي، وأخرى أون لاين، وكامل الإجراءات الوبائية والتعقيم والإجراءات على أعلى مستوى، وضمان عدم الاختلاط والتعاون مع الجهات المختصة الطبية، والدفاع المدني، من أجل التبليغ عن أي حالة اشتباه بإصابة كورونا.
ويضيف مدير التربية السيد حسن الشوا: ومن التحديات أيضاً قلة المساحة التعليمية، بسبب الحملات العسكرية الأخيرة، والنزوح للشمال، والتجمعات السكنية، والإقبال الكبير على تسجيل الطلاب في المدارس، شكّل ضغطاً كبيراً، إضافة الى احتياج غير مسبوق للخيم التعليمية، واللوجستيات من كتب ومقاعد وغيرها، ودعم الكوادر، وعدم دعم الحلقة الثانية والثانوية بكل المدارس، مع العلم أن هناك “4000” مدرساً قائماً على رأس عمله بدون أجر، وبشكل تطوعي.
ويوضح الشوا: زاد العدد هذا العام بسبب زيادة الشُعب، وإحداث مدارس جديدة، ولازلنا نعاني من قلة الأبنية المدرسية، فبعض المدارس فيها فوجين أو ثلاثة، وعملية بناء مدارس جديدة غير ممكنة حالياً.
ويعترف الشوا: كان هناك تسرب كبير في عدد الطلاب في العام الماضي، هذه النسبة انخفضت بشكل كبير بسبب الاستقرار النسبي الأخير، وشكلت تحدياً بعدم القدرة على استيعاب الطلاب وأيضاً في بعض المناطق تكون المدارس مشغولة، بوجود الوافدين، ونحاول تأمين مساكن بديلة لهم.
واقع التعليم في عفرين
محمد شيخ رشيد
رئيس المجلس المحلي بعفرين
يقول السيد محمد شيخ رشيد رئيس المجلس المحلي بعفرين: بدأ العام الدراسي في 1/9/2020 ، المرحلة الأولى من الدوام كانت للصفين الأول والثاني فقط، وفي الأسبوع التالي بدأ الدوام للصف التاسع الإعدادي، وفي الأسبوع الذي يليه بدأ دوام طلاب الثالث الثانوي، وجميع المدارس جاهزة، وتم ترميم كامل للحمامات في المدارس، والكتب متوفرة لجميع الطلاب، الذين تم توزيعهم على الصفوف، بحيث كل يكون طالب واحد في كل مقعد، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، وتم وضع خطة دراسية كاملة، تشمل كامل المواد الدراسية المطلوبة. كما تم تشكيل لجان متابعة داخل كل مدرسة مهمتها تنظيم الطلاب في الدخول والخروج من المدرسة ومراقبة تباعد الطلاب في ساحة المدرسة بالإضافة لتوزيع كمامات على جميع المدرسين والمدرسات ويتم حالياً دراسة دوام باقي الصفوف بالنظر لواقع انتشار فيروس كورونا بالداخل.