fbpx

الائتلاف الوطني يشارك بندوة حوارية أقامتها الفعاليات المدنية والثورية في المركز الثقافي لمدينة جنديرس في منطقة عفرين

0 58

شارك رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة في ندوة أقامتها الفعاليات المدنية والثورية في المركز الثقافي لمدينة جنديرس بريف عفرين، وذلك في إطار جولة تفقدية يجريها وفد من الائتلاف الوطني إلى منطقة عفرين للاستماع إلى احتياجات السكان وظروفهم المعيشية، والوقوف عند الصعوبات والمشاكل التي يواجهونها.

كما شارك في الندوة إلى جانب رئيس الائتلاف الوطني كل من أمين سر الهيئة السياسية عبد الباسط عبد اللطيف، وأعضاء الهيئتين السياسية والعامة: أنس العبدة، ونذير حكيم، ومنذر سراس، ومحمد شيخ رشيد، وهيثم شهابي، وأسعد عليطو، وعاطف زريق، وآزاد عثمان، ومحمد سالم المخلف، إضافة إلى وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة حسن حمادة، بحضور عدد كبير من الوجهاء والشخصيات وممثلي الفعاليات الثورية والاتحادات والروابط المدنية والأحزاب والتيارات السياسية.

هذا وقد قدّم البحرة إحاطة حول المستجدات الميدانية والسياسية في سورية، وتأثر الأوضاع بالأزمات الإقليمية والدولية، وما يمكن أن تحدثه من تغييرات أو تقدّمه من فرص، كما تناول موضوع السياسات التركية تجاه نظام الأسد، لافتاً إلى أن الائتلاف الوطني التقى بالقيادة التركية عدة مرات، لفهم هذه السياسات في إطارها الصحيح، وحصل على أجوبة وتأكيدات حول التزام أنقرة بالحل السياسي في سورية وفق القرارات الدولية، وفي مقدمتها القرار 2254، وأن تطبيق هذا القرار وتوفير سبل العيش والحياة الكريمة هو السبيل الوحيد القادر على إقناع اللاجئين السوريين بالعودة الطوعية إلى أماكن سكنهم الأصلية، وأكد على أن الائتلاف يبني سياساته على المصلحة الوطنية السورية أولًا وأساسًا في علاقاته مع بقية الدول، التي من واجبها أيضًا وضع سياسات تخدم مصالحها الوطنية ومصالح شعوبها، وبالتالي يبني الائتلاف على تقاطعات تلك المصالح والمشتركات فيما بينها.

ولفت البحرة إلى أن العملية السياسية مجمدة، بسبب تزاحم الأزمات الدولية والإقليمية، واختلاف أولويات الدول تجاهها، إضافة إلى استمرار النظام بإعاقة العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة ورفضه  المستمر لأي حل سياسي، مؤكداً أن تغيير المواقف الدولية تجاه سورية، يقتضي تغيير الواقع السوري بقوة السوريين أنفسهم وتكاتفهم مع بعضهم البعض وبناء الجسور والتنسيق فيما بينهم، لتتكامل جهودهم.

ودعا البحرة إلى استثمار فترة الجمود السياسي والوقت الضائع حالياً، لتنظيم صفوف السوريين والرقي بمؤسسات الثورة والنهوض بالشمال السوري وإعداد العدة لاستغلال أي تغيير في المعادلة الإقليمية والدولية لنكون فاعلين فيها لتحقيق مطالب الشعب السوري وتطلعاته للعدالة والحرية والديمقراطية.

وطرح الحضور العديد من الأسئلة والمداخلات التي تهم السوريين في المناطق المحررة، ولا سيما فيما يتعلق بالأحوال المعيشية والخدمات، وتساءل قسم منهم عما يقدمه الائتلاف للاستجابة لاحتياجاتهم، وما قدمه خلال السنوات الثلاث عشرة من انطلاقة الثورة السورية، كما سأل آخرون عن بنية الائتلاف والمكونات المنضوية فيه، وضعف إمكانات الحكومة المؤقتة وضرورة تعزيزها، وطالب البعض الآخر بضرورة إعادة تمثيل الأحزاب السياسية فيه نظرًا لتأسيس أحزاب جديدة خلال السنوات الأخيرة.

كما تقدمت بعض المشاركات بمداخلات وأسئلة عن دور المرأة السورية وضعف تمثيلها في مؤسسات الثورة، السياسية والحكومية وفي المجالس المحلية، هذا وقد أجاب البحرة على تلك الأسئلة وعلق على بعض المداخلات التي قدّمها الحضور، كما تقدم بشرح مفصل عن البنية التنظيمية للائتلاف ومكوناته وآليات استبدال ممثليها، وشرح للحضور آليات تشكيل مجموعات العمل ضمن الائتلاف ومشاركة المنظمات والأحزاب والتيارات السياسية والنقابات وأصحاب الخبرات فيها، وكيف ستكون هذه المجموعات آلية من آليات توسعة عضوية الائتلاف.

وشدد البحرة على أن الشعب السوري يدفع ثمناً غالياً من التضحيات للوصول إلى دولة العدالة والحرية والمساواة والديمقراطية، وأن الائتلاف الوطني يرفض بشكل قاطع أي شكل من أشكال الانتهاكات لحقوق الناس وكرامتهم في سورية، ويحرص على تحقيق العدالة وسيادة القانون والعيش الكريم والآمن في المناطق المحررة وفي عموم سورية والذي يحتاج لجهود الجميع لتحقيقه.

كما أكد البحرة على حرية التعبير ودعم حق السوريين في الاعتصام والتظاهر السلمي، وأكد أن ممارسة تلك الحريات لا تعني الفوضى أو تخريب الممتلكات الخاصة والعامة، ولا منع الآخرين من ممارسة نفس تلك الحقوق، أو تعطيل العمل في مؤسسات الثورة.

وأشار البحرة إلى أنه منذ بداية الثورة السورية لم يبنِ السوريون على بناء بعضهم البعض، بل كان البعض يعتبر أن هدم ما بناه الآخر، هو نقطة انطلاق عمله، مما أضاع الكثير من الفرص وحول عمل السوريين إلى الدوران في دائرة مغلقة من البناء والهدم، وهو من أهم أسباب تأخر الثورة في تحقيق أهدافها ومطالبها، مؤكداً أن الوقت قد حان لبناء خطة مشتركة، حيث إن المرحلة الحالية تقتضي تغيير طرق العمل، إلى طرق مبنية على أسس التنسيق والتعاون والتكامل، وأن نكون عونًا لبعضنا البعض لدعم التجارب الناجحة وتعزيزها، ومساعدة من يحاول ويفشل على النهوض والنجاح، وذلك بهدف تعزيز التعاون والتنسيق.

وقال البحرة إن الأعباء كبيرة ولا تستطيع حتى دولة لوحدها من تحملها، فلا بد من تحميل الأمم المتحدة مسؤلياتها، وعلى صعيد العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة وعلاقاتنا الدولية لابدّ من العمل على صناعة الأصدقاء لا صناعة الأعداء، كما أكد على ضرورة الانطلاق نحو تهيئة الظروف المناسبة لإعادة دوران العجلة الاقتصادية للبلاد، عبر تنشيط العمليات الإنتاجية في الزراعة والصناعة وتعزيز التجارة والتشجيع على الاستثمار في شمال سورية لتصبح هذه المنطقة هي المحرك الاقتصادي الأساسي لسورية.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني