fbpx

الإتفاق التركي الروسي ماهي إمكانيات الفشل ؟

0 994

بعد حملة عسكرية لنظام الأسد والمليشيات الداعمة له وبغطاء جوي من الطيران الروسي مارس من خلالها سياسة الأرض المحروقة ، سيطر خلالها نظام الأسد على عدد من المدن والقرى الإستراتيجية بدءاً من مورك فخان شيخون ومعرة النعمان وكفرنبل ومن ثم سراقب المدينة الاستراتيجية ، والتي تشكل عقدة الطرق الدولية M4  و M5 وهي مايريده الروس من أجل إعادة ربط المناطق التي سيطرت عليها سابقاً .

مع إقتراب المعارك من المناطق الأكثر قرباً من الحدود التركية السورية والتي تشكل خط الدفاع الأول عن الأمن القومي التركي وهي مناطق درع الفرات وغصن الزيتون ، إرتفعت لهجة التهديد التركية دبلوماسياً وعسكرياً وأعطى الرئيس التركي مهلة للنظام السوري ليتوقف عن عمليته العسكرية ، إلا أن استهداف الجنود الأتراك بالقرب من الحدود التركية السورية ومقتل مايقارب 30 جندي ، عجل بالرد التركي والذي بدا قوياً وعنيفاً وبدت الأمور تتجه باتجاه التصعيد أكثر فأكثر ، مما جعل باب الدبلوماسية مفتوحاً على مصراعيه وعلى جميع الإحتمالات العسكرية والسياسية ، إلا أن رغبة القيادتين التركية والروسية بعدم الاصطدام وتغيير قواعد الاشتباك جعلت من التواصل لتفاهم أمراً واقعاً ، وهو مانتج عن لقاء الرئيسين أردوغان وبوتن .

الإتفاق وإن كان بالخطوط العريضة إلا أنه أنتج وقفاً لإطلاق النار ووقف للعمليات العسكرية وتسيير دوريات مشتركة بين الطرفين على الطرق الدولية .

حتى اللحظة يبدو الاتفاق ساري المفعول ويسير بشكل جيد لكن ماهي فرص نجاحه وماهي إحتمالات الفشل والعودة للمربع الأول .

يعتمد نجاح الاتفاق بدرجة كبيرة على رغبة الطرفين في إنجاحه وهو مابدا واضحاً بجدية التعامل مع مخرجاته من جهة وسرعة وإلتزام تطبيق ما اتفق عليه الجانبان واللجان التنفيذية للبنود الملحقة به .

أما إحتمالات الفشل فهي واردة وذلك ضمن عدة إحتمالات أبرزها

الموقف الإيراني الغاضب من إبعاده عن التفاهمات الخاصة بالشمال السوري وبالتالي عمليات خلط الأوراق التي تمارسها على الأرض المليشيات التابعة للحرس الثوري والقوى التابعة للإيرانيين داخل مليشيا نظام الأسد .

ثانياً إقدام عناصر متفلتة من سيطرة الطرفين للقيام بعمل يستفز الطرف الآخر ما من  شأنه توتير الأجواء وبالتالي رفع حالة التوتر ، التي قد تصل لحد عودة الصدام المباشر .

ثالثاً
الضغط الشعبي الذي قد يمارسه اللاجئين السوريون على الفصائل والحكومة التركية في حال لم يتم تنفيذ البند المتعلق بعودة اللاجئين وبالتالي تدهور الأوضاع والذهاب بالإتفاق إلى مصير مجهول .

التخوف الأكبر يكمن في تفاصيل الاتفاق غير الواضحة والمبهمة والتي تركت لفرق التقنيين لتطبيقها ، هذه التفاصيل في حال نكوص أحد الطرفين عنها أو عدم إلتزامه بها قد تؤدي إلى فشل الاتفاق والتصعيد مجدداً .

حتى اللحظة تبدو الأوضاع شمال سوريا ذاهبة باتجاه التهدئة وتطبيق مخرجات الاتفاق التركي الروسي مالم يحدث أي طارئ يغير من طبيعة هذه التوافقات وبالتالي العودة لما قبل الاتفاق واستئناف كلا الطرفين عملياتهما العسكرية بما يناسب استراتيجية كل طرف من الأطراف .

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني