fbpx

الأوضاع الصعبة تدفع الأهالي في اللاذقية لسرقة الكهرباء وسط غياب الدور الحكومي

0 200

رغم ارتفاع ساعات التقنين الكهربائي بشكل كبير في مدينة اللاذقية الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، وانقطاعها لفترات طويلة إلا أن كثير من الأسر فيها تعجز عن دفع الفواتير الكهربائية جراء الغلاء والأوضاع الاقتصادية السيئة، لذلك يعتمد عدد كبير من الأسر فيها على سرقة الكهرباء من خلال اتباع طرق وأساليب مختلفة، وهو ما يتسبب بزيادة وضعها سوءاً مع الضغط الكبير على خطوط وأعمدة الكهرباء فضلاً عن المخاطر التي يمكن أن تسببها من حرائق وأعطال ومخاوف على الأفراد الذين يعملون على مد خطوط السرقة.

أسباب السرقة:

أسباب كثيرة تعود إلى اعتماد الأهالي في اللاذقية على سرقة الكهرباء أبرزها الأوضاع التي تمر بها من فقر وغلاء وخوف من القادم إضافة إلى اعتبار الكثير من الأسر فيها أن لهم الأحقية في التصرف والأخذ من الدولة كل ما يرغبون بالمجان بسبب ما قدموه من تضحيات بعد أن خسروا شبابهم في الحرب أثناء قتالهم ودفاعهم عن النظام. 

تتحدث (وفاء): إحدى السيدات في المدينة لـ موقع نينار برس، عن أن تفاصيل الحياة اليومية صعبة وقاسية لذلك تسعى الأسر لتخفيف الأعباء المادية عنها بمختلف الأشكال ويعتبرون الكهرباء أمراً ضرورياً لتقليل مصروفها خصوصاً وأنها لا تتوفر بشكل دائم ويحتاجون لمصاريف أخرى من محروقات ومولدات طاقة وغيرها لتأمينها بشكل دائم، مشيرة إلى أنه من الأسباب التي تدفع الناس للسرقة هي غياب الرقابة وتحسين الأوضاع كلها من خلال دفع الرشاوي، فضلاً عن غياب المحاسبة، واعتماد مختلف المسؤولين في المدينة على السرقة والذين يعيشون في منازل فخمة وفلل سياحية، ويقيمون المشاريع ويشغلون المعامل معتمدين على السرقة لذلك يعتبر الفقراء أن من حقهم السرقة أيضاً كما يفعل المسؤولين فيها.

أضافت إن النظام يتغاضى عن هذه السرقات بسبب حاجته لإسكات الموالين وإرضائهم ليستمروا بمساندته وإمداده بالعناصر البشرية وخوفاً من أي ردة فعل في ظل ما يعانون منه من أوضاع صعبة جراء فقدان أبنائهم.

كيفية سرقة الخطوط:

تختلف آلية السرقة التي يقوم بها الأهالي لسحب خطوط الكهرباء منهم من يعتمد على مد الخطوط وتعليقها بالخطوط الرئيسية ومن ثم تحويلها على كهرباء المنزل، بينما يترك آخرون الخط الرئيسي لساعة الكهرباء هو ذاته مع إيقاف عداد الساعة عن العمل وتعطيله ما يلغي إحصاء كمية الكهرباء التي تستهلكها الأسرة شهرياً ويخفض قيمة الفاتورة إلى مبلغ بسيط جداً.

يوضح  نادر، أحد موظفي شركة الكهرباء في اللاذقية أن الدولة هي التي تدفع الناس لاستخدام هذه الوسائل والاحتيال جراء غياب العدالة في الفواتير ووضعها بشكل عشوائي في الكثير من الأحيان، إضافة إلى ما يعانيه الأهالي من انقطاع دائم وأعطال وتقنين ومع ذلك فإن قيمة الفاتورة تكون مرتفعة جداً ولا تتناسب مع انقطاع الكهرباء لهذه الفترة الطويلة.

أضاف بحديثه لـ نينار برس، إن سرقة الكهرباء في بعض المناطق باتت تشكل ضغطاً كبيراً على الخطوط فيها ما أدى إلى حدوث عدة انفجارات بخزانات الكهرباء بسبب هذا الأمر ومع ذلك لا توجد أية حلول واقعية وحقيقة لهذا الأمر ولا أية مبادرة رغم المنظر السيء لخطوط الكهرباء الممدودة بشكل عشوائي والخوف من الحوادث والخطر الذي يشكله هذا الأمر.

وهناك معلومات تشير إلى أن مديريات الكهرباء في مختلف المحافظات السورية تقوم بتوزيع فواتير المسؤولين في المحافظة فيها على الأسر البسيطة من خلال إضافة مبلغ على فاتورة كل أسرة ما يضيف أعباءً على الفقراء ويصعب عليهم الحياة ويفقدون القدرة على تسديد فواتير الكهربائية وهو ما جعل سرقة الكهرباء الحل الوحيد لهم خصوصاً في مدن الساحل التي تقل سلطة النظام فيها.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني