اقتصاد صيني عالمي

ضربات للدولار الأمريكي، صعود تاريخي للمعادن الثمينة كالذهب والفضة، إفلاس كيانات مصرفية عملاقة، بروز للعملات الرقمية، حالة مزرية الاقتصاد الأوروبي، وصندوق النقد ينذر بإفلاس عدة دول بسبب تعثرها لعدم قدرتها لسداد ديونها وإجراء الاصلاحات وخطط التقشف القاسية، هذا هو المشهد الاقتصادي.

بعضهم يتوقع أن الماضي سوف يعود ويدخل العالم في الأزمة الاقتصادية العالمية كما حدث في السابق، لكن ليس هذا هو الواقع، بل ما يحدث هو تغيير كامل للاقتصاد العالمي، بالتأكيد بطل هذا التغيير والعقل المدبر هي “الصين ” وحلفائها وعلى رأسهم روسيا والهند.

كنا في السابق نعول على “بريطانيا ” و”فرنسا” و”ألمانيا” ونعتبرها دولاً عظمى، لكن ما إن نقرأ التقارير والإحصائيات والدراسات عن واقتصادهم حتى تدرك أنهم في وضع حرج للغاية، ولقد كشفت الحرب الروسية الأوكرانية كيف أن اقتصادهم ترنح بين ليلة وضحاها.

الجدير أيضاً بالذكر أن الاقتصاد الأوربي مجتمعاً، أظهر لنا ضعف الاتحاد الأوروبي الذي كنا ننظر له على أنه نموذج راق ومتين يجب أن نقلده ونتعلم منه، لكن كل دولة من الأعضاء رفعت شعار “أنا ومن بعدي الطوفان ” وبدأت كل واحدة منها تتلقى ضربات الكساد والتضخم والبطالة.

الأيام القادمة مليئة بالأحداث الاقتصادية غير المتوقعة، ومن يركب السفينة الصينية ويمضي معهم سوف ينجو من الغرق، ومن يتشبث بالاقتصاد الأمريكي والبريطاني وأشباههما فبصراحة وبلا تردد أنا سوف أعتبره “مغفلاً”.