fbpx

اعتقالات تطال موالي النظام في الساحل وسط استياء كبير من قبلهم

0 180

تضيق أمني كبير تعيشه مدن الساحل السوري يمارسه نظام الأسد عبر حملات اعتقالات متكررة، لكن المشهد حالياً بات مختلفاً حيث أصبحت هذه الاعتقالات تطال موالي النظام على خلاف ما كان عليه الوضع سابقاً إذ كانت مقتصرة على المعارضين أو الملاحقين ممن شارك بالاحتجاجات المناهضة له أو من الشباب المتخلفين عن الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية ، لكنها اليوم وصلت لمن ساند وناصر نظام الأسد وقاتل إلى جانبه في معاركه ضد معارضيه، وأسباب هذه الاعتقالات كثيرة، وترتب عليها نتائج عديدة وتغيير في واقع الحال ضمن المدن الموالية للنظام في اللاذقية وطرطوس وجبلة وضمن حاضنته الشعبية.

حالات اعتقال

سجلت عدة حالات اعتقال في مدن الساحل مؤخراً كان أبرزها والأكثر صدى، اعتقال ادوار سمندر من قبل فرع مكافحة الجرائم الإلكترونية التابع للأمن الجنائي وهو رسام كاريكاتور وعضو سابق في صفحة البهلولية نيوز وذلك على خلفية رسوم كاريكاتيرية انتقد فيها نظام الأسد والوضع المعيشي السيء وحالة الفساد الكبيرة التي تنتشر دون رقابة أو حساب فهو معروف برسوماته التي تنتقد جميع أفعال السلطة الحاكمة بطريقة ساخرة.

يعتبر الناشط “س.د” من أبناء مدينة اللاذقية أن حالات الاعتقال لن تتوقف وسوف تزداد وتستمر بسبب رفض الموالين للنظام العيش بهذا الوضع وبداية الانقلاب عليه ورفضهم لما يقوم به من استغلال واضح لهم ولأوضاعهم ومن خلال تجنيد وقتل الشباب في معاركه التي يخوضها بهدف البقاء في السلطة بينما أسرهم تموت جوعاً ويصعب تأمين أبسط مقومات الحياة لهم، دون أي محاولة من قبله ومن قبل الحكومة والمسؤولين لتعويضهم أو تحسين أحوالهم، مشيراً إلى أن طول فترة الحرب وحالة اليأس التي أصابتهم إضافة إلى الوقع المزري وغياب الخدمات والعجز عن تأمين الطعام دفعهم إلى الانقلاب على الأسد، وأولهم المثقفون الذين باتوا ينتقدون الوضع والنظام علناً.

تابع: إن سبب هذه الاعتقالات، الخوف من التمادي والخروج عن طاعة النظام ما يفاقم الوضع ويسبب خروجهم عن السيطرة، وهدفها ترهيب الناس، منوهاً إلى أن هذا الأسلوب هو الوحيد الذي يعرفه النظام للتعاطي مع أية مشكلة، الاعتقال والترهيب والقمع والحال لن يكون أفضل بالتعامل مع مواليه بل على العكس مصيرهم أشد قسوة فهو يعتبر أنهم مرغمون على تأييده وعقوبة التمادي لأي شخص منهم مضاعفة.

ردود فعل غاضبة

انتشرت ردود فعل عديدة بين موالي النظام على ما يقوم به من اعتقالات، وظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً على صفحات مواقع الفيسبوك ومنها الصفحات المحلية، وسط دعوات لتضامن وأخرى للتظاهر بهدف الاعتراض وتحسين أحوال وأوضاع الناس، صفحة تحمل اسم انتفاضة الساحل نشرت عدة منشورات مستنكرة وغاضبة مما يحصل من اعتقالات وتجاوزات أمنية وذكرت في أحد منشوراتها أن حملة اعتقالات في كل مناطق النظام تشمل كل من يفتح فمه مستنكراً أو ساخراً أو مطالباً بمحاربة الفساد.. داعية إلى التضامن معهم بطريقة بسيطة عبر كتابة لافتات صغيرة تحمل شعارات “الشعب السوري واحد”

“الحرية لكل المعتقلين والمخطوفين”

#انتفاضة_الساحل

أما صفحة البهلولية نيوز فقد نشرت الخبر معلقة عليه أن عملية كم الأفواه مستمرة وبعدها نشرت خبر اعتقال الرسام بسبب ما يقوم به من انتقاد للحكومة.

كذلك جاءت ردود أفعال الأهالي من مدن الساحل غاضبة، مستنكرين الوضع الذي وصلوا إليه وسوء الأحوال ويضاف إلى ذلك حالة الخوف والقلق.

نينار برس استطلعت آراء مجموعة من الأهالي في مدن اللاذقية وجبلة وبانياس حول ما يحصل حيث أجمعوا أن الوضع يزداد سوءاً ومن الممكن أن نجد انتفاضة تنطلق من قلب الحاضنة الشعبية للنظام بحال استمر الوضع هكذا في ظل انتشار الفساد والفقر والخوف وغياب فرص العمل واستغلال التجار والمسؤولين ومحاربة المواطن بلقمة عيشه، مؤكدين أنه في البداية يمكن السيطرة قليلاً من قبل نظام الأسد لكن ازدياد الاحتجاجات والصوت الجماعي يصعب السيطرة عليه خصوصاً في ظل تخلي الموالين للنظام عنه وازدياد الكره والحقد عليه والوعي الذي ينتشر بينهم حول موضوع زج أبنائهم في جبهات القتال دون الخوف عليهم، بينما شباب عائلة الأسد وأبناء المسؤولين يتجولون في المطاعم ويقومون بالتشبيح وترهيب الأهالي ويمارسون سلطاتهم على الفقراء والضعفاء.

أسباب هذه الاعتقالات

أسباب كثيرة تدفع النظام إلى اعتقال كل من يعارضه أو يخرج عن سلطته لكن الوضع الحالي مختلف خصوصاً وأن الصوت يصدر من قبل مثقفين وأصحاب رأي مسموع لذلك يتوجب إسكاتهم سريعاً لما لهم من تأثير على الأهالي وخوفاً من امتداد وازدياد هذه الانتقادات وتحولها إلى مطالب جدية بالإصلاح والتغيير.

توضح “و.ه” صحفية من مدينة اللاذقية لـ نينار برس أن المعلومات التي تتوافد عن حالات الاعتقال والتوقيف خطيرة فجميع الحالات يعود السبب الرئيسي فيها لمحاولة انتقاد الفساد أو كشف أي معلومة عن سرقات أو استغلال وهذا يدل على عدم وجود نية لتحسين الوضع وإنما محاربة من يسعى إلى ذلك واستمرار القبضة الأمنية والقمع.

أضافت أن هذا الأمر لن يردع الناس كما يعتقد النظام ويمنعهم من التطرق إلى هذه المواضيع من خلال التخويف ومعرفتهم لمصير من يتحدث أو يعمل على ملفات الفساد لكنها نفت أن يحقق النظام مراده، في ظل الوضع الحالي فسيكون الأمر شبه مستحيل بل على العكس سوف يدفع الناس للتمرد أكثر فليس لديهم ما يخسرونه، قسم يعاني لتأمين لقمة الخبز وقسم آخر يعاني البرد وغيرهم يعاني من السرقة والاستغلال والجميع ضحية السرقات والفساد.

يذكر أنه تم مؤخراً اعتقال كل من فريال جحجاح التي تعمل مفتشة في الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش لفضحها سرقة أسطول سيارات حكومية يبلغ تعداده 800 سيارة، والمذيعة هالة الجرف على خلفية منشور لها تنتقد فيه الواقع المعيشي والفساد في البلاد.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني