اشتباكات السودان: البرهان وحميدتي من صداقة متينة إلى مواجهة عسكرية
لا تنشأ الصراعات العسكرية من فراغ، بل تمر بمراحل مختلفة من التوتر والتصعيد، لتنفجر بعدها بشكل مفاجئ وغير متوقع.
منذ انقلاب تشرين الأول/أكتوبر 2021، يدير مجلس السيادة في السودان الحكمَ في البلاد بواسطة قائدين عسكريين في قلب النزاع: عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة والرئيس الفعلي للبلاد، من جهة، ونائبه قائد قوات “الدعم السريع” شبه العسكرية محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، من جهة أخرى.
اختلف الرجلان على الاتجاه الذي تسير فيه البلاد وعلى مقترح الانتقال إلى حكم مدني، ولكن وفقاً للجدول الزمني المتوافق عليه، فقد كان من المفترض الإعلان عن رئيس وزراء جديد ومناصب أخرى يوم الثلاثاء، 11 أبريل/نيسان 2023، إلا أن الموعد النهائي قد انقضى بعد أن فشل الطرفان في التوقيع على الاتفاق الإطاري الذي تم الإعلان عنه في الخامس من ديسمبر/ كانون أول الماضي مرتين، بسبب الخلافات حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش.
وفي يوم السبت الماضي، نشرت قوات الدعم السريع عناصرها حول العاصمة، ورأى الجيش ذلك تهديداً صريحاً لتندلع بعدها المواجهات المسلحة بين الطرفين المستمرة منذ ذلك الحين.
ما هو ميزان القوى بين الطرفين ؟
الدخان يتصاعد في أم درمان، بالقرب من جسر حلفايا، خلال اشتباكات بين قوات الدعم السريع شبه العسكرية والجيش
صدر الصورة،REUTERS
التعليق على الصورة،
قتل نحو 100 مدني منذ اندلاع الاشتباكات يوم السبت وفق نقابة الأطباء السودانيين
الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء المتقاعد أمين إسماعيل مجذوب قال لبي بي سي إن أعداد قوات الدعم السريع والبالغة 100 ألف مقاتل هو أمر مبالغ فيه ولا تزيد عن 45 ألفا فقط، بسبب وجود نظام داخلي للإجازات، أي بمعنى أن نصف القوات في الخدمة والنصف الآخر خارجها.
المصدر: BBC NEWS عربي