fbpx

ازدياد حالات الغرق في الشمال السوري رغم التوعية

0 130

تكررت في الشمال السوري حالات الغرق في الأنهار والبحيرات والمسطحات المائية، ومعظم الضحايا من الشباﻥ أﻭ الأﻃﻔﺎﻝ النازحين الذين ﻳﺠﻬﻠﻮﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﺨﻄﺮﺓ، وﻳﻀﻄﺮﻭﻥ ﻟﻼﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺧﻴﺎﻣﻬﻢ ﺍلقماشية التي لا تقيهم حر الصيف، ﻭﺍللجوء ﻟﻠﺴﺒﺎﺣﺔ كمتنفس وحيد ﻟﻠﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﻴﻒ الملتهبة.

حسام بدوي مسؤول التوعية في مديرية الدفاع المدني السوري في إدلب يتحدث لـ نينار  برس عن ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ عدد ﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕ ﺑﺎﻟﻐﺮﻕ ﻭﺟﻬﻮﺩ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ بقوله: “عدة أسباب أدت لازدیاد حالات الغرق في الشمال السوري، منها جهل النازحين والمهجرين من باقي المناطق السورية بمدى خطورة المسطحات المائیة في المناطق التي نزحوا إليها، فأكثر من 80% من الوفيات غرقاً من النازحين، فضلاً عن عدم اتباع إجراءات السلامة خلال السباحة، إضافة لأسباب أخرى، كالسباحة بعد تناول الطعام، فیما یعتبر ترك الأطفال یسبحون لوحدهم بدون إشراف مباشر من الأهل خطراً عليهم حتى في المسابح العادیة، ومع موجات الحر يلجأ السكان للمسطحات المائیة للسباحة هرباً من ارتفاع درجات الحرارة فتزداد حالات الغرق.

أما عن أعداد ضحايا الغرق في الشمال السوري فيشير بدوي إلى أن فرق الغطس في الدفاع المدني السوري انتشلت منذ بدایة العام الحالي أكثر من 60 مدنياً قضوا غرقاً، فیما أنقذت من الغرق أكثر من 35 مدنیاً، أما في عامي 2018 و2019 انتشلت فرق الغطس 95 مدنياً في الشمال السوري، بینهم 23 طفلاً و 12 امرأة.

يبين بدوي خلال حديثه أن فرق الدفاع المدني السوري تبذل جهدها في توعیة المدنیین من مخاطر السباحة، وتقوم دائماً بجولات میدانیة في المناطق التي تشهد ارتفاعاً لحالات الغرق كبحیرة میدانكي شمال عفرین، وعین الزرقاء غربي إدلب، إضافة لوضع لوحات تحذیریة بجانب المسطحات المائیة غیر الصالحة للسباحة، ولوحات توعویة بجانب الأماكن التي یمكن السباحة فیها تضم بعض الإرشادات، فضلاً عن توعیة المدنیین بضرورة اتخاذ إجراءات الأمان ومنع الأطفال من السباحة بمفردهم، كما تم تكثیف التوعیة عبر منصات الدفاع المدني السوري على وسائل التواصل الاجتماعي، كما عملت مديرية الدفاع المدني على زیادة عدد كوادر الغطس بالدفاع المدني ليكونوا قادرين على التدﺧﻞ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ، وتم تزويدهم ﺑﺒﺪﻻﺕ ﻏﻄﺲ ﻭﻣﻌﺪﺍﺕ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﻭﻗﻮﺍﺭﺏ، لتغطیة المسطحات المائیة في الشمال السوري بشكل أوسع وأسرع.

مؤكداً أنه بالرغم من حملات التوعیة الجوالة والبروشورات التعریفیة التي ينشرها الدفاع المدني، إلا أن بعض الأهالي لا یكترثون بهذه التعلیمات، لعدم وجود قوانین رادعة للسباحة في البحیرات والأنهار الخطرة.

أم عادل نازحة من ريف حماة إلى بلدة دركوش بريف إدلب مازالت تعيش صدمتها بعد حادثة غرق ولدها وعن ذلك تقول: “يبلغ ولدي من العمر 12 عاماً، وبسبب ارتفاع درجات الحرارة ذهب برفقة أصدقائه إلى النهر الواقع في البلدة، وأثناء اللهو والسباحة، اصطدم رأسه بصخرة لم ينتبه لوجودها، ففقد وعيه، ولم يتمكن رفاقه من إخراجه من الماء.”

وتضيف بحزن: “عند وصول المنقذين إلى المكان كان ولدي قد فارق الحياة.”

أما الشاب وليد الغزال فقد ظن أن مهارته في السباحة قد تحميه من الغرق في النهر، ولكنه نجا من الموت عند إقدامه على السباحة في نهر دير بلوط بريف حلب الشمالي، وعن ذلك يقول: “رغم إتقاني للسباحة كدت أغرق في النهر، فقد تعرضت ساقي لتشنج عضلي، الأمر الذي دفعني للتوقف عن السباحة، وأحمد الله لوجود أحد أصدقائي بالقرب من مكان وجودي، قام بمساعدتي على النجاة.”

أحمد الحسين أحد المنقذين في منطقة عين الزرقاء بريف إدلب يتحدث لـ نينار برس: “الأماكن الأكثر خطراً للسباحة هي ﺍﻟﺴﺪﻭﺩ ﻭﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪ ﺗﻴﺎﺭﺍﺕ ﻣﺎﺋﻴﺔ قوية، ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺪ ﺍﻟﻤﺴﻄﺤﺎﺕ ﺍﻟﻮﻋﺮﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﺧﻄﺮاً لوﺟﻮﺩ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﻭﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻓﻲ قاعها، ﻭﺍﻟﺘﻲ يرتفع فيها ﻣﻨﺴﻮﺏ المياه أكثر ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﻗﻲ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺑﺢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ، مشيراً إلى ضرورة تجنب ﺍﻟﻘﻔﺰ ﻣﻦ ﻣﺮﺗﻔﻌﺎﺕ ﻋﺎﻟﻴﺔ، ﺗﻔﺎﺩياً ﻟﻼﺻﻄﺪﺍﻡ ﺑﺎﻷﺭﺽ ﺃﻭ الصخور، وعدﻡ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ حافة المسطح المائي لمسافات بعيدة، ﻭﺃﺧﺬ ﺍﺣﺘﻴﺎﻃﺎﺕ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ تجنباً للمخاطر.”

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني