fbpx

اتفاق النفط القسد/أمريكي

0 184

وقعت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا اتفاقاً نفطياً مع شركة Delta Cresent Energy LLC الأمريكية، محادثات الاتفاق أخذت فترة طويلة حصلت من خلاله الشركة على ترخيص OFAC للعمل في مناطق شمال وشرق سوريا، الإدارة الأمريكية أعلنت موافقتها وترحيبها بالاتفاق، السيناتور الأمريكي ليندسي غراهم المقرب من الرئيس الامريكي والذي يعتبر عراب الصفقة بين الشركة الامريكية ومظلوم عبدي الذي وقع الاتفاق وطلب من السيناتور غراهم نقل الاتفاق للرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي عبّر عبر تصريح لوزير خارجيته مايك بومبيو عن موافقته على الصفقة وقال بومبيو (إن الاتفاق أخذ وقتاً أطول مما كنا نأمل ونحن الآن في طور التنفيذ) وكانت الولايات المتحدة الامريكية قد وافقت على تأمين مصفاتين معياريتين للإدارة الذاتية تكفي لتلبية 20% من احتياجات التكرير للمنطقة وكان تسليم المصافي قد تأخر لأسباب لوجستية تتعلق بانتشار فايروس كورونا.

الاتفاق الموقع في 30 تموز 2020 يشمل تحديث حقول النفط واستخراجه ومعالجته والاتجار به وهذه الحقول هي (حقل العمر النفطي الذي يعتبر أكبر حقول النفط مساحة – حقل التنك في بادية الشعيطات – وحقل كونيكو للغاز) ومدة العقد الاستثماري 25 سنة.

وزارة خارجية النظام السوري رفضت العقد الموقع بين قسد والشركة الامريكية معتبرة أنه اتفاق لصوص لسلب خيرات سوريا التي كان النظام السوري هو الذي يسلبها وتتحول واردات النفط بدلاً من خزينة الدولة إلى حسابات بنكية للرئيس وأفراد أسرته وأعوانه في بنوك غربية.

الخارجية التركية من جانبها أدانت الاتفاق الذي اعتبرته اتفاق مجموعة إرهابية مع دولة كبرى واستهجنت قيام دولة كالولايات المتحدة الأمريكية بدعم وتوقيع اتفاق مع منظمة إرهابية كما تسميها تركيا وعلى ما يبدو فإن تركيا نسيت أنها قامت باحتلال أجزاء مما تسميه هي الأراضي السورية وتقوم سنوياً بسرقة محاصيل هذه المناطق وتبيعها في الأسواق التركية كإضافة للسوق المحلية لديها.

إيران من جانبها أعلنت أن الاتفاق انتهاك صارخ للسيادة السورية ووحدة أراضيها، إيران ومرشدها الأعلى الذي يعتبر سوريا مقاطعة أو إقليماً إيرانياً حيث فيلق القدس والمرتزقة الايرانيين يعيثون فساداً في كل مناطق سوريا وكان لهم الدور الأكبر في قمع الثورة السورية وقتل أبنائها، ولايزال الإيرانيون سبب مشاكل السوريين بسبب عدم احترامهم لسيادة سوريا وعبثهم بها حتى أنهم نقلوا فايروس كورونا إلى كبرى المدن السورية.

المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا أبلغ روسيا بالاتفاق ولم تعبر الأخيرة عن أي رأي حياله وذلك حسب موقع المونيتور الأمريكي فيما يبدو أنها تحاول أيضاً الحصول على عقود استثمار حيث كان عبد حامد المهباش الرئيس المشترك لإدارة شمال وشرق سوريا قد أعلن يوم الأحد 2 آب 2020 أن الإدارة بصدد دراسة طلبات لشركات روسيا وأمريكية بهدف الاستثمار في مجالات خدمية مختلفة.

الاتفاق القسد/أمريكي يعتبر اتفاقاً سياسياً أكثر منه اقتصادياً فبالإضافة إلى المنفعة المتبادلة اقتصادياً بين الطرفين، يعتبر الاتفاق اعترافاً رسمياً أمريكياً بالإدارة الذاتية في المنطقة وشرعيتها في إدارة مواردها.

الاتفاق الذي يعتبر محللون اقتصاديون أنه سيدعم الإدارة الذاتية مالياً يحقق حصول الإدارة الأمريكية عبر الشركات الأمريكية على حصتها من النفط كما كان الرئيس ترامب قد أعلن أن بلاده ستأخذ حصتها من النفط السوري بعد الانتهاء من حرب داعش.

الكثيرون في مناطق شمال وشرق سوريا اعتبروا الاتفاق بداية لتنفيذ الوعود الأمريكية السابقة بتجنيب مناطق شمال وشرق سوريا تداعيات عقوبات قيصر. وتتفاوت آراء سكان المنطقة حول هذه الاتفاقية بين مؤيدين لهكذا اتفاقيات حيث يعتبرونها فرصة للاستفادة من الموارد الهامة في المنطقة وتوفير فرص عمل جديدة وتحسين المستوى المعيشي لسكان المنطقة بعد التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء المنطقة في محاربة داعش وحماية موارد المنطقة النفطية ويعتبرون أن هذا الاتفاق سيكون بداية لمشاريع كبيرة في المنطقة ستغير بنية المنطقة الاقتصادية وتحسن الواقع الخدمي والمعيشي.

فيما يرى آخرون أن هذه الاتفاقية ستكون سبباً في حدوث فتنة بين أبناء مناطق شمال وشرق سوريا رغم علم الجميع بالفائدة الكبرى لهذه المشاريع ومثيلاتها ويعتبر الكثيرون أن ما حدث في دير الزور واغتيال أحد رؤساء العشائر هناك هو محاولة لإشعال فتنة كبرى يشارك فيها كل من النظام السوري وإيران وروسيا لإيقاف هذه الاتفاقية وتحرير حقول النفط من سيطرة قسد.

الاتفاق الموقع بين قسد وشركة أمريكية سيكون بداية لاستثمارات كبيرة في المنطقة التي عانت منذ عقود من الإهمال رغم توفر الموارد والإمكانيات وحتى اليد العاملة وستكون بداية واقع جديد لأبناء المنطقة الذين كانوا يرون آبار النفط ولم يتمتعوا يوماً بقرش واحد من وارداته.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني