fbpx

إيران محطة أخرى لقطار الرهانات الخاسرة

0 206

تحوّل الاندفاع شرقاً وإدارة الظهر للغرب إلى مأخذ على نظام الملالي، مع تطورات الأوضاع في أوكرانيا، ما يدفع رئيسه إبراهيم رئيسي إلى محاولات التقليل من أهمية التوجه نحو موسكو، والإيحاء بتوازن السياسة الخارجية.

جاءت محاولات التنصل والإنكار التي تطغى على الخطاب السياسي، الذي يستخدمه رئيسي، بعد أيام من تصريحات أدلت بها أطراف نظام الملالي، وأكدت من خلالها على توجهات جديدة في السياسة الخارجية الإيرانية، تتمثل في الاتجاه شرقاً، ما أثار تساؤلات الأوساط السياسية في البلاد.

يشير المتابعون عند طرح تساؤلاتهم إلى تأكيدات المتحدث باسم لجنة الأمن في مجلس الشورى الإسلامي على استراتيجية التوجه نحو الشرق التي تتبعها حكومة رئيسي، ولا يغيب عنهم إعلان رحيم صفوي كبير مستشاري خامنئي عن بداية حقبة جديدة في حياة السياسة الخارجية الإيرانية، تتمثل في التطلع إلى الشرق وتطوير علاقات شاملة مع الصين وروسيا، وإشارته للذهول الذي أحدثته هذه السياسة لدى الغرب المتغطرس.

ولم يكن التوجه شرقاً بعيداً عن تعليقات وسائل إعلام النظام، التي اشارت إلى مجاراة سياسة الجمهورية الإسلامية للواقع، بالتحول من الغرب إلى الشرق، ودافع بعضها عن هذا التغير من خلال محاولات الإيحاء بأن النظر إلى الشرق والدول المجاورة رؤية استراتيجية ومنطقية.

يفسّر تعثر القوات الروسية بعد أسبوعين من غزوها لأوكرانيا التغيّر الذي يطرأ على خطاب نظام الملالي، لا سيما وأن خامنئي ورئيسي كانا مبتهجين باحتمال انتصار روسيا الخاطف في الأيام الأولى، رغم تحذيرات المحللين الحكوميين وخبراء النظام من الارتباط بالمصير الروسي.

وكان لافتاً للنظر أن تحذيرات الخبراء تزايدت مع سعي روسيا إلى ربط توقيع اتفاق فيينا بإعفائها عن العلاقات التجارية مع نظام الملالي، حيث رأى المحذرون في الموقف الروسي تهديداً لاتفاق فيينا.

تعيد محاولات التنصل التي يتبعها نظام الملالي لتجنب تبعات تطور الأزمة الأوكرانية، والحد من الانتقادات الداخلية إلى الأذهان زيارة رئيسي لموسكو، وصلاته في الكرملين، في محاولة للاتكاء على جدار صلب، وتطرح سؤالاً حول جدوى تعليق النظام “عباءته الممزقة” على الشماعة الروسية، بعد التصدعات الكبيرة التي لحقت بها، والقوة التي يريد الاعتماد عليها في مواجهة الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.

أصبح هذا السؤال الشغل الشاغل لدى المرشد الأعلى علي خامنئي، مع ثبات فشل مراهناته على السياسة الروسية، وتراجع إمكانية الاستقواء بها في مواجهة الغرب، ما أدى إلى التغيير الذي طرأ على خطابه السياسي.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني