fbpx

إيران… خطاب هزيمة

0 116

يحرص الخطاب التعبوي لنظام الملالي على الربط بين حضور منظمة مجاهدي خلق في الأحداث اليومية التي تشهدها البلاد ومستقبل حكم الولي الفقيه المتآكل بفعل  الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ قرابة الثلاثة أشهر.

في هذا السياق جاء حديث محمد دهقان نائب إبراهيم رئيسي للشؤون القانونية، خلال مؤتمر صحفي عقده مؤخراً، حيث أكد حضور مجاهدي خلق في وسط الميدان بكل طاقاتهم، اتهمهم بقتل بعض المدافعين عن الأمن، وأشار لاستخدامهم كافة طاقاتهم الإعلامية، واستقطابهم بعض الأشخاص الغافلين، ما تسبب في ضربة لأمن النظام.

تأتي هذه التصريحات بعد “اشعار هام” وجهته منظمة استخبارات قوات الحرس إلى “الأمة الإيرانية” دعت من خلاله للتجسس والإبلاغ عن مجاهدي خلق، مشيرة الى أن أي اتصال لتدمير مظاهر السيادة أو الاحتجاج والانتفاضة من عمل المجاهدين.

حضور مجاهدي خلق في التصريحات كان أوسع بكثير من تصريحات دهقان وإشعار منظمة الاستخبارات، فقد تحول إلى عنصر رئيسي من عناصر الخطاب الرسمي، من بين هذا الحضور ما قاله نائب قائد الحرس علي فدوي حين أشار إلى بحث مجاهدي خلق في الداخل والخارج طوال 70 يوماً عن شكل جديد من العداء، مشددا على ضرورة التضحية من اجل بقاء حكم الولي الفقيه، بقوله إن “اليوم هو يوم التضحية من أجل النظام” تبعه المتحدث الرئيسي باسم القوات المسلحة أبو الفضل شكارجي مشدداً على رفض التنازل أمام مجاهدي خلق، ومتعهدا بالمواجهة حتى النهاية.

ظهرت هذه المناخات واضحة خلال لقاء جرى بين إبراهيم رئيسي وعناصر الوحدة الخاصة في طهران، حين قال إن “حفظ النظام من اوجب الواجبات، والجهد في هذا الاتجاه له أولوية مضاعفة”.

وقد يكون حاكم مازندران محمود حسيني بور الأكثر وضوحاً حين رد على سؤال المديرين بعد جلسة تحليل، بأنه في حال سقوط النظام “اعلموا أن أول ما سيفعله العدو إرسالكم إلى المشنقة” وتعبر وسائل الإعلام الرسمية عن ذلك بطريقة مشابهة حيث يبث التلفزيون الحكومي أفلاماً وثائقية لتشويه صورة المجاهدين والتحذير من أوضاع أسوأ في حال وصولهم إلى الحكم.

للمقاومة الإيرانية رؤيتها حول حالة الهلع التي يمر بها نظام الملالي، وتظهر في تحولات خطابه، فقد أشار قائدها مسعود رجوي في وقت سابق الى وقوع خامنئي في فخ السقوط وعجزه عن إيجاد المخارج، مقللاً من أهمية التصريحات التي تتعهد بالتضحية من أجل النظام، لا سيما وأن المال دافع لأصحابها لارتكاب الجرائم.

فرض استمرار الانتفاضة وتجذرها خطاباً سياسياً جديداً على الملالي، حيث تراجع سيل الوعود بالنصر ونهاية الانتفاضة ليحل محلها التحذير من نتائج الصراع المستمر مع مجاهدي خلق منذ أربعة عقود، والدعوة إلى الاستعداد لأشكال مختلفة من المواجهة.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني