إيران… الولي المرتبك
ردت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية مريم رجوي على تهديدات وجهها خامنئي للانتفاضة الشعبية بتقديم تصور واضح حول مستقبل الأوضاع في البلاد خلال المرحلة المقبلة.
قالت رجوي في ردها على تهديدات خامنئي بلملمة “جماعات الفوضى” و”بساط الشرور” انه مع انتصار الثورة الديمقراطية وطي صفحة حكم الملالي وإرساء الديمقراطية وحكم الشعب، سيتم طي بساط حكم الشر والفاشية الدينية الذي استمر اربعة عقود.
ترافقت توعدات خامنئي، التي جاءت في حضور كبار قادة نظامه احمد جنتي رئيس مجلس الخبراء ومجلس صيانة الدستور، حسين سلامي قائد الحرس المحتاجين لمن يحقنهم بالمعنويات، والباسيج الذي لم يصح من صفعة اصفهان، مترافقة مع حالة الغضب التي تجتاح عشرات المدن والجامعات في اليوم الخامس والستين من الانتفاضة.
واللافت للنظر ان خامنئي ارجأ “لملمة” المنتفضين الى وقت لاحق، بعد عدة اعلانات عن انهاء الانتفاضة، جاءت على لسانه والسنة مسؤولية السياسيين والعسكريين، اعقبها تصاعد في الاحتجاجات وتجذير للهتافات.
لم تقف تناقضات خامنئي العاجز عند هذا الحد، فقد ادعى هزيمة العدو “حتى هذه الساعة” لكن “العدو لديه مكر وحيل كل يوم” مما يترك انطباعا بانه يقصد بالانتصار على العدو عدم سقوط نظامه حتى الان.
ظهرت في حديثه اعترافات بتفكك النظام، حيث اشار الى محاولة العدو افقاد المسؤولين الامل، واكد على وجود امتداد داخليٌ للعدو، ومحاولات لاستخدام الصحف والفضاء الافتراضي لبث اليأس والإحباط، وللتفكك الذي اشار له ضمنيا تجلياته الواضحة في مواقف المقربين والتيار المهزوم التي تتراوح بين الصمت وتوجيه الانتقادات لكيفية ادارة الازمة.
اعترف خامنئي ايضا بالأزمة الاقتصادية، مما يدلل على فشل رهاناته عندما قام بتعيين الجلاد رئيسي واستبعاد شخصيات مقربة مثل الأخوين لاريجاني، وألقى باللائمة على حكومة روحاني قائلا ان العقد الأول من الألفية الثانية الميلادية لم يكن عقدا جيدا من الناحية الإقتصادية، ولو عملوا بالتوصيات واتخذوا الإجراءات اللازمة لكان وضع البلاد والشعب مختلفا اليوم.
مارس ديماغوجياه المعتادة حين تحدث عن تقدم وتطورات، من بينها إطلاق صاروخ يحمل أقمارا صناعية، وإزاحة الستار عن صاروخ جديد، زاعما أن هذه الانجازات السبب في محاولة العدو اثارة الاضطرابات.
على الرغم من محاولتها إظهار إقتدار النظام، كشفت تصريحات الولي الفقيه عن حالة الضعف، التي يعانيها الملالي تحت الضربات المتلاحقة، التي توجهها الانتفاضة يوما بعد يوم، وجاء رد السيدة رجوي ليقدم التصورات الاقرب الى العقل والمنطق، ليكون المشهد اكثر وضوحا امام الايرانيين والعالم الذي يترقب الاحداث الجارية داخل البلاد.
اطلالات الولي الفقيه الكاريكاتورية، وتناقض تصريحاته مع تصريحات سابقة تعبير عن حالة ارتباك وافلاس سياسي، وفقدان للبوصلة، لم يعد خافيا على متابعي ازمات النظام المتلاحقة والمركبة، التي يفاقمها استمرار وتجذر انتفاضة الشعب الايراني، ولا تجد هذه الاطلالات صدى يذكر لدى الايرانيين، الذين حسموا خياراتهم باتجاه التغيير.