أوكرانيا ستسترد الأراضي المحتلة.. سيناريوهات الحرب وفقاً للجنرال بن هودجز
القائد العام السابق للقوات الأمريكية في أوروبا: تأمل روسيا أن يمل الغرب عاجلاً أم آجلاً من دعم أوكرانيا، لذلك من الضروري الاستمرار في مساعدة المقاومة في كييف.
مقابلة مع فريدريك بنجامين “بن” هودجز، القائد العام السابق للقوات الأمريكية في أوروبا، وحالياً أستاذ الدراسات الاستراتيجية في مركز تحليل السياسة الأوروبية والمستشار الأول لمنظمة حقوق الإنسان أولاً، حول تطورات الحرب في أوكرانيا بعد ضم روسيا المناطق الجنوبية الشرقية الأربع والموضوعات الرئيسية للصراع.
وإلى المقابلة مع موقع “ديكود 39” الإيطالي:
هل تهاجم كييف القرم رغم الخطوط الحمراء التي وضعها الروس؟
أوكرانيا ستحرر شبه جزيرة القرم بحلول الصيف المقبل وستواصل روسيا فعل ما تقوم به حالياً من قتل الأبرياء ومحاولة تحويل مسار الحرب. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدية مشاكل كبيرة في الداخل وسيكون عليه إثبات أنه لا يزال في موقع القيادة والسلطة. الهجمات الصاروخية التي نشهدها لا تؤدي إلى أي نتائج عسكرية مهمة. فقط يقتلون الناس لكنها طريقة لبوتين لجعل صوته مسموعاً.
هل ستحصل أوكرانيا على أنظمة الدفاع الصاروخي من الغرب؟
بالتأكيد لديهم أنظمة جيدة بالفعل، لكنها غير كافية. آمل أن تتمكن الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وغيرها من إرسال المزيد من القدرات لأننا نتحدث عن حماية المواطنين الأوروبيين من الاغتيالات الروسية. من الضروري وجود أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ.
الهجوم على الجسر فوق مضيق كيرتش يجعلنا نفكر في ظروف القوات الروسية في منطقة خيرسون والتي تحتاج إلى إمداد من الجنوب. العناصر الروسية في خيرسون في وضع خطير جداً. لم يرغب بوتين في سحب الألف جندي، سنرى ما إذا كان القائد العام الجديد سيتبنى خطاً مختلفاً. ففي حال بقوا سيتم تدميرهم أو أسرهم أما لو غادروا فستكون هزيمة روسية كبيرة جداً ليس فقط عسكرية ولكن سياسية.
هل من الممكن أن تعيد موسكو تنظيم نفسها لبدء غزو حقيقي؟
بالتأكيد يمكنهم إعادة تنظيم وتصحيح بعض الأخطاء وأوجه القصور في أنظمتهم في حال أتيحت لهم الفرصة. لكن من المؤكد أن أوكرانيا لن تمنحهم الفرصة. وإذا ظل الغرب متحداً في دعم كييف بالسلاح والعقوبات ضد موسكو فلن يتمكن الروس من استعادة الصراع. لا أحد في الاتحاد الروسي يريد الانضمام إلى الجيش حالياً. لقد رأينا نصف مليون رجل في سن التجنيد جرى ترحيلهم بدلاً من تعبئتهم. الروس يأملون في أن يمل الغرب. لكن الشعب الأوكراني لن يتخل عن إرادة القتال أبداً حيث يكافح من أجل البقاء.
بوتين استغل بشكل أساسي الأقليات العرقية الروسية للقتال في أوكرانيا. كيف ترى الدوافع الانفصالية الداخلية للاتحاد التي يتحدثون عنها اليوم؟
بالتأكيد لديهم مشكلات ديموغرافية وعرقية كبيرة، وعانت العديد من الأقليات من تحمل عبء الحرب والقتلى. لم يتأثر الناس في موسكو وسانت بطرسبرغ بشكل خاص بالحرب على الأقل حتى التعبئة الجزئية. رد الفعل على هذا الإجراء كشف أن هناك عيوباً في المجتمع الروسي وصراعات داخلية حقيقية على السلطة داخل الكرملين. قد ترى بعض المناطق الجغرافية هذه اللحظة فرصة للابتعاد عن روسيا.
هل يجب عزل بوتين؟
القرار متروك للروس. أنا لا أدعو للانقلاب ولست مع تغيير النظام الذي يفرضه الخارج يجب أن يكون رد الفعل روسي. هذا الشعب يستحق أفضل مما حصل عليه من قيادتهم لكن هذا أمر متروك لهم. إن سقوط بوتين في هذه الحالة سيؤدي إلى نتائج مأساوية أو أسوأ من النتائج الحالية.
هل توجد تناقضات بين الأهداف الأوكرانية والأمريكية في هذه الحرب؟
لا أعلم ما يتم مناقشته في البيت الأبيض وجهاز الأمن القومي. لقد أوضح رئيسي أن السيادة الأوكرانية هي أولوية للولايات المتحدة، وأننا نريد أن تخسر روسيا. لا أعرف لماذا يشير بعض الناس في روما وبرلين وواشنطن لبوتين والتحدث عن الحاجة إلى المفاوضات وحفظ ماء وجه القائد وتقديم مخرج. أعتقد أن بوتين هو من خلق هذا الوضع، وإذا أراد مخرجاً يمكنه المغادرة حين يرغب. ينبغي علينا مثل الولايات المتحدة والغرب التفكير في عواقب الانهيار الروسي المحتمل وألا نتفاجأ كما حدث في عام 1991.
ماذا عن خطر استخدام روسيا ترسانتها النووية؟
الخطر موجود حيث يمتلكون رؤوس حربية نووية ولا يكترثون بعدد الأبرياء الذين يمكن أن يموتوا. الحساب يعتمد كثيراً على أسباب أخلاقية أو إنسانية. النقطة الحاسمة تتمثل في الفائدة التي يمكن أن يحصل عليها النظام من استخدام الأسلحة النووية. هم لن يحصلوا على مزايا عسكرية كبيرة لكن عليهم إدارة رد الفعل الأمريكي الذي سيكون مرعباً. لا أرى مزايا كبيرة في استخدام الأسلحة الذرية حالياً، فيما سيواصل الاتحاد الروسي قصف الصواريخ طالما كان قادراً.