fbpx

أرقام بحاجة علاج.. نساء سوريات يعانين من السرطان في تركيا

0 260

يستفيد السوريون المقيمون في تركيا من حملة بطاقة الحماية المؤقتة (الكيملك) من الطبابة المجانية في المشافي الحكومية التركية، ويحصلون على العلاج اللازم أيضاً بشكل مجاني.

ورغم ذلك، هناك بعض الصعوبات والعوائق التي تصعّب الحصول على هذه المزايا ما ينعكس سلباً على حالة المريض الصحية وقد يؤخر علاجه، وأخص هنا مرضى السرطان الذين يعانون من هذه الصعوبات.

نينار برس التقت والدة الطفلة رهف عليوي 17 سنة مقيمة في أورفة، حدثتنا عن مسيرة علاج ابنتها منذ اكتشاف المرض وصولاً إلى بدء العلاج الكيميائي:

صعوبات في التنقل والترجمة

تقول والدة الطفلة رهف: تم اكتشاف إصابة ابنتي بالسرطان عام 2018، في البداية تحدد مكان علاجها في ولاية غازي عينتاب ولكنه لم يتم بسبب أخطاء إدارية مثل خطأ في الإحالة أو في رقمها وصعوبات الترجمة حتى مع وجود مترجم بالأجرة، ذهبنا إلى غازي عينتاب أكثر من عشرين مرة ولم تتلق ابنتي أي علاج.. واستمر الوضع على هذه الحال لمدة عام كامل.

واستقر أخيراً الوضع في ولاية أضنة وهي تتلقى العلاج حالياً هناك منذ أربع سنوات.

عندما بدأ العلاج في مشفى أضنة واجهتنا صعوبات الترجمة فكنا نستعين بمترجم بالأجرة، وكانت تكاليف التنقل مقبولة حينها. لكنها الآن أصبحت مرتفعة جداً إضافة إلى أنني أضطر لترك عائلتي ومرافقة رهف إلى المشفى لأخذ العلاج.

الأخطاء الإدارية والتأخير في متابعة العلاج

تتابع أم رهف: المعاناة الأكبر عندما يوجد خطأ في الإحالة، نضطر إلى العودة إلى أورفة من أجل التصحيح، وأحياناً لا يتم التصحيح، فنضطر لحجز موعد جديد من أجل الحصول على إحالة جديدة صحيحة، ما يؤخر عملية تلقي الجرعة.

كنا نزور المشفى مرة أسبوعياً من أجل الجرعة الكيميائية ما كبدنا تكايف إضافية أثقلت كاهلنا، كوننا بالأصل نعاني سوء الوضع المعيشي.

تلقت رهف حتى الآن عشرين جرعة من العلاج الكيميائي، وتم إجراء تحاليل وصور جديدة لها، ونحن ننتظر النتائج حتى نتبين حقيقة وضعها الصحي.

كما التقت نينار برس السيدة إيمان الخلف 30 سنة أم لثمانية أطفال تقيم في ولاية أورفا لتحدثنا على حالتها:

أخطاء في التشخيص

تقول السيدة إيمان: في عام 2022 عانيت من ألم في الرأس، راجعت المشفى أكثر من مرة، لكنهم اعتبروه عادياً أو عرضياً، وقدموا لي مسكناً للألم أو سيروم يحتوي على مسكن، وكان الألم يختفي لمدة لا تتجاوز 10-15 يوماً، ثم يعود مرة أخرى، بعد ذلك بدأ الألم بالازدياد، زرت المشفى مرة أخرى وتم عمل تحليل وفحوصات وتم تشخيص المرض على أنه جيوب أنفية حددوا لي موعداً لإجراء عملية في 3/6/2022، لكن في 31/5/2022 زاد الألم بشكل كبير وتسبب بفقدان بصر مؤقت وخدر بالأطراف، ثم تسبب بالإغماء، فتم إسعافي إلى مشفى (عاكف أنان) في أورفة، وقدموا لي مسكنات وسيروم، لكنني شرحت لهم الحالة الصعبة وفقدان البصر المؤقت والخدر في الأطراف، فتم عمل صورة رنين مغناطيسي ليتبين أن هناك كتلة في الدماغ في منطقة حساسة من جهة اليمين، أدخلوني فوراً إلى العناية المشددة وأجريت لي عملية استئصال للكتلة في 3/6/2022.

معاملات إدارية روتينية

تتابع السيدة إيمان: “تم أخذ عينة من الكتلة لفحصها، لكنهم لم يرسلوها عن طريق المشفى بل طلبوا منا أخذها إلى مشفى ديار بكر الجامعي خلال /48/ ساعة.

قمنا بإيصال العينة إلى مشفى ديار بكر الجامعي على نفقتنا، نظراً لضرورة الإسراع بإيصالها وحرصاً عليها من التلف، وهناك أبلغونا بأن النتائج ستظهر بعد 15 يوماً.

وتبين لنا بعد هذه المدة أنه بداية سرطان ويجب أن تبدأ بأخذ العلاج الكيميائي والأشعة.

من سوء حظي أن الطبيبة التي كانت تتابعني كانت في إجازة، وتمت إحالتي إلى طبيب آخر الذي طلب بدوره إعادة الفحوصات والتحاليل من البداية، وأعطاني موعداً للتصوير في الشهر الثامن، ولدى رؤيته الصورة لم يتيقن من وجود ورم، علماً أنه توجد كتلة بحجم حبة المشمش، وطلب منا صورة جديدة وحدد لنا موعداً في الشهر التاسع، وطلب منا صورة جديدة كي يتأكد من تغيّر حجم الكتلة ومكانها في الشهر العاشر.

تم تحويلي بعد ذلك إلى مشفى (عاكف أنان) للبدء بالعلاج الكيميائي، لكن الطبيب المشرف طلب عينة جديدة من الكتلة، وقمنا بأخذها مجدداً كما في المرة السابقة إلى مشفى ديار بكر الجامعي وعلى نفقتنا الخاصة.

ظهرت النتيجة التي تؤكد وجود كتلة سوداء بحجم حبة المشمش في نفس مكان الكتلة القديمة المستأصلة، وعند عرض نتائج تحليل العينة على الطبيب المشرف طلب صورة وتحاليل من مشفى حرّان الجامعي، قمنا مجدداً بحجز موعد للتصوير والوقت يداهمنا.

قضينا أكثر من ثلاثة أشهر بالتنقل بين المشافي من أجل الصور والتحاليل الجديدة، حيث طلب منا الطبيب المشرف صورة جديدة من مشفى حران الجامعي أو مشفى غازي عينتاب الجامعي، وبسبب حصولنا على صورة سابقاً من مشفى حران، لا نستطيع الحصول على واحدة مشابهة إلا بعد مرور سنة كاملة، فتوجهنا إلى مشفى غازي عينتاب الجامعي، وتم تحديد موعد لنا في 6/2/2023 ويومها لم نتمكن من الذهاب بسبب زلزال فبراير.

واضطررننا إلى الانتظار سنة كاملة حتى نحصل على موعد جديد في مشفى حرّان الجامعي.

وبعد الحصول على الصورة في 12/2023 من مشفى حران تبين أن المرض قد تخطّى الدرجة الثانية.

سوء الحظ لاحقنا مرة أخرى، فقد تم توقيف (الكيملك) علماً أنه لم يطرأ أي تغيير على عنوان إقامتنا أو غيره، ولم أعد أستطيع الحصول على التقارير نتائج الفحوصات، ولم تعد المشفى تستقبلني لهذا السبب.

سعت عائلتي عبر المنظمات الإنسانية من أجل شرح حالتي الصحية وحالة زوجي المعاق أيضاً والعمل على تفعيل (الكيملك) من جديد.

بعد شهر تقريباً تم تفعيل (الكيملك) وحصلنا على موعد جديد، وهذا الوقت كله أثر سلباً على وضعي الصحي.

سأبدأ الآن بتلقي العلاج الكيميائي وآمل أن تكون نهاية رحلتي مع المرض”.

يحتاج مرضى السرطان إلى التعجيل في العلاج وتجاوز المعاملات الإدارية الروتينية التي قد تكون سبباً في ازدياد سوء الحالة نتيجة تأخر العلاج.

تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR صحفيون من أجل حقوق الإنسان”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني