أثارت خطوة اتحاد أربعة فصائل عسكرية من الثورة السورية في إطار عسكري واحد، والذي أطلق عليه تسمية (حركة التحرير والبناء)، ارتياحاً واسعاً لدى الشعب السوري، وتحديداً في مناطق الشمال المحرر. هذه الخطوة ستساعد في ضبط الأمن وتحقيق الاستقرار، كما أنها ستساهم في بناء جيش وطني احترافي.
نينار برس اتصلت بقائد حركة “أحرار الشرقية” أبو حاتم شقرا، ووضعت أمامه أسئلتها التالية:
س1: شاركتم مع فصائل عسكرية تنتمي للجيش الوطني في الفيلق الأول بتشكيل إطار عسكري موحد باسم (حركة التحرير والبناء).
هل التشكيل الجديد سيخدم المنطقة الشرقية (دير الزور الرقة الحسكة) التي تنتمي إليها الفصائل الأربعة (أحرار الشرقية وجيش الشرقية والفرقة العشرون وصقور الشام “قطاع الشمال”) عسكرياً ووطنياً استباقاً للانتقال السياسي القادم؟ أم أن التشكيل الجديد هو لتقوية الوضع العسكري والأمني في مناطق وجوده ضد أي تهديدات أو خروقات عسكرية أو أمنية؟
اتحاد الفصائل قوّة
يعتبر قائد فصيل “أحرار الشرقية” أبو حاتم شقرا اتحاد فصيله مع الفصائل الثلاثة (جيش الشرقية، الفرقة العشرون، صقور الشام “قطّاع الشمال”) “قوةً مضافة لهذه الفصائل وللجيش الوطني”، فبرأيه: “اتحاد الفصائل قوّة، لأن الاتحاد يغلق الثغرات الأمنية، ويجعل من الإطار الجديد الموحد إطاره قوّة يُحسب لها ألف حساب”.
ويعتقد أبو حاتم شقرا: “أن اتحاد الفصائل يسمح لها بخلق حالة استقرار في مناطق نفوذها، من خلال توحيد الأقسام المتشابهة في كل فصيل من هذه الفصائل، مما يمنحها أفقاً أوسع للعمل والتطوير بما يخدم الشعب في الشمال المحرر”.
ويوضح قائد أحرار الشرقية إجابته على سؤالنا حول علاقة الإطار الجديد (حركة التحرير والبناء): “بأن المنتمين إلى الفصائل الأربعة ينحدرون في غالبيتهم من محافظات المنطقة الشرقية، وهذا يعني وجود قوة عسكرية وطنية ستحتاجها المنطقة الشرقية لإغلاق أي فراغ عسكري وأمني”.
س2: ورد في اسم حركتكم الجديدة مفردة (البناء)، هل يمكنكم لعب دور في بناء وإعادة بناء نسيج منطقة نفوذكم؟ وهل البناء يُقصدُ منه بناء قوة عسكرية موحدة وبناء جهاز أمني موحد؟ أم يتعدى الأمر ذلك إلى قضايا تخص شؤون السكان الحياتية؟
مهام متعددة تنتظر الإطار الجديد
وسألنا قائد أحرار الشرقية أبو حاتم شقرا، والذي ينحدر من قرية شقرا، التي تبعد عن مركز مدينة دير الزور قرابة سبعة كيلو متر عن معنى البناء في اسم “حركة التحرير والبناء”، فأجاب قائلاً: “البناء هنا هو بناء عسكري أمني اجتماعي متكامل، أي أن الحركة الجديدة يمكنها النهوض بمهامها المتعددة (العسكرية والأمنية والاجتماعية)، بما يخدم استقرار الشمال المحرر، ويخدم أي مهام بهذه المجالات قد تحتاجها قوى الثورة، وجيشها الوطني”.
ويوضح قائد أحرار الشرقية رؤيته حول ذلك أكثر فيقول: “إن تعدد أجهزة الأمن للفصائل الثورية في المنطقة الواحدة يُضعف عملها، ويترك ثغراتٍ في قدرتها على ضبط أمن المنطقة المستهدف من قبل ميليشيات نظام أسد، أو قسد الانفصالية”.
لكنه يستدرك كلامه فيقول: “ليس الأمر محصوراً بجانب أمني فحسب، بل أيضاً في جانب الاستقرار العام، حيث تتوحد المهام الاجتماعية وغير الاجتماعية التي تقوم بها “حركة التحرير والبناء”، مما يوفر فرص تطوير واستقرار المنطقة المحررة”
مبيّناً: “أن توحيد المهام يساعد على تطوير الأداء في أي جزء منها، ويلغي في الوقت ذاته حالة تنافس الفصائل على خدمة ذات المهام والأهداف”.
س3: كيف تنظرون إلى الوضع في منطقة شرقي الفرات في المحافظات الثلاث (دير الزور الرقة الحسكة) التي تسيطر عليها ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية؟، هل ستلعبون دوراً في تحرير هذه المنطقة من هذه القوات العابرة للوطنية والمرتبطة بأجندة حزب العمال الكردستاني التركي؟
أم دوركم القادم ينحصر بسد فراغ عسكري وأمني في مرحلة الانتقال السياسي؟
شرقي الفرات بؤرة تهديد
وحول الأوضاع في منطقة شرق الفرات، حيث تسيطر قوات قسد الانفصالية على هذه المنطقة بمساعدة أمريكية، يقول قائد أحرار الشرقية أبو حاتم شقرا: “شرقي الفرات لا يزال منطقة واقعة تحت هيمنة ما يسمى “قوات سوريا الديمقراطية، هذه القوات ترتبط بمشروع سياسي لا وطني هو مشروع تنظيم إرهابي اسمه PKK”.
ويتابع شقرا كلامه فيقول: “شرقي الفرات هي منطقة سورية بامتياز، يعيش فيها سكانها المتآلفون عبر تاريخ البلاد، ولكن حزب الـ PYD، يريد سلخ هذه المنطقة ذات الغالبية السكانية العربية عن سوريا، من أجل إقامة دويلة كردية، تشكّل تهديداً لسوريا ولجيرانها، وتحديداً تهديد الشقيقة تركيا”.
ويعتقد شقرا: “بأن هذا المشروع الانفصالي لا يمكنه العيش مستقبلاً، لأنه ضد مصالح الشعب السوري والشعب التركي الشقيق، وأن من حقّ أبناء المنطقة أن يدافعوا عن منطقتهم وأرضهم، ولعل تشكيل حركة التحرير والبناء يرفد الجيش الوطني الذي يحرس كل الأرض السورية بعد زوال نظام الاستبداد الأسدي”.
ويرى شقرا: “أن من يحرّك ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية لتنفيذ مشروعها الانفصالي هو تنظيم مصنّف كتنظيم إرهابي في الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا ودول أوربية عديدة، ألا وهو تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي ال PKK، وهو حزب لا علاقة له بسوريا”، وأن ذراعه السورية لا تخدم وطنها، بل تتآمر على وحدته واستقراره”.
س4: هل وضعتم برنامجاً زمنياً تدرّجياً لوحدة فصائلكم على مستوى اندماجات الأقسام؟ مثل اندماج مكاتبكم الاعلامية والسياسية والخدمية وغيرها. ثم تليها اندماجات الأقسام الأمنية والعسكرية؟ هل يمكنكم توضيح آليات الاندماج التي ستحدث في حركة التحرير والبناء؟
التدرجية ضرورة ونجاح
وسألنا قائد أحرار الشرقية أبو حاتم شقرا عما إذا كان الاتحاد اندماجياً بين فصيله والفصائل الثلاثة، فأجاب قائلاً: “أي وحدة أو اتحاد بين قوى متعددة يحتاج بالضرورة إلى برنامج تدرجي يسمح بترسيخ هذه الوحدة أو الاتحاد، ونحن في حركة التحرير والبناء نعي هذه القضية ونأخذها بالاعتبار، وذلك خدمة لوحدتنا ولشعبنا وقضية ثورتنا، ومع ذلك نحن أعلنا عبر بيان واضح وصريح أننا جزء من الجيش الوطني، ولا يمكن أن نكون غير ذلك”.
وبيّن شقرا: “أن توحيد الأطر ضرورة، وقد يتم البدء بتفعيل هذه الوحدة عبر توحيد مكاتب إعلامها ومكاتب خدماتها، إضافة إلى توحيد قياداتها العسكرية والأمنية ليصبح هناك إطار يتم ترسيخه بكل تؤدة ودون أي ثغرات قد يتم عد الانتباه لوجودها”.