fbpx

أبو حاتم شقرا.. دور ثوري مطلوب في طرد “قسد” من المنطقة الشرقية

0 347

الحديث عن احتلال ما يسمى “قوات سوريا الديمقراطية” لمحافظات المنطقة الشرقية من سوريا (دير الزور والرقة والحسكة)، هو فعلياً بالمعنى العسكري الصريح احتلال أمريكي بأذرع قذرة لمليشيات تبيع نفسها وهماً يضرّ بالمكوّن الكردي في سوريا، هذا الوهم مصدر حلم قومي كردي تأخر زمن نضوجه عن أزمنة النهوض القومي لشعوب منطقة الشرق الأوسط في بدايات القرن العشرين المنصرم.

تأخر نضوج الموقف القومي للأكراد، له أسباب موضوعية وذاتية عديدة، أول هذه الأسباب أن الأكراد كانوا ولا يزالون موزعين على جغرافيات ثلاث دول رئيسية هي تركيا وإيران والعراق، أما وجودهم في سوريا في منطقة الجزيرة السورية فهو حديث نتيجة صراعات الحرب العالمية الأولى، فمدينة مثل القامشلي هي مدينة بُنيت في العهد الفرنسي عام 1925، وكان سكانها من مواطني الجزيرة السورية، ثم ونتيجة الحرب بدأ الأكراد بنسب قليلة الدخول إلى سوريا نتيجة هذه الظروف، ولذلك بنى القوميون الشوفينيون الأكراد كذبة أن القامشلي مدينة كردية، في وقت تاريخ بنائها معروف.

الأكراد مكون سوري حديث، ولا نقصد منهم أكراد دمشق الذين انصهروا تاريخياً مع الشعب السوري في بوتقة سورية واحدة.

ثاني الأسباب التي منعت الأكراد من بناء دولتهم ليس كما تدعي أحزابهم الشوفينية بأن اتفاقية سايكس بيكو، هي من منع قيام دولتهم وقسّمهم على دول المنطقة. إنما الأسباب الحقيقية لعدم قدرتهم تاريخياً في العصر الحديث، هو توزعهم الجغرافي طبيعياً على دول عدة، ما منع من تشكلّ لغة قومية جامعة، وسمح للهجاتهم بالتحول إلى ما يشبه لغات مستقلة، هذا التوزع لم يساعد الأكراد على أن تنمو طبقتهم البرجوازية التي تحمل مشروع دولة كردية آنذاك.

لهذا وحين قام الملا مصطفى البرزاني بمحاولة فصل شمال العراق عن وطنه الأم، فشل في مشروعه، والفشل سببه أن حركة البرزاني هي حركة ذات طابع ما قبل وطني تتسم ببنيتها العشائرية والقبلية، وهذا عامل لا يساعد على بناء دولة حديثة.

وفق هذه الحقائق تخيّل حزب الـ PYD وهو فرع كردي سوري لحزب كردي تركي متطرف اسمه حزب العمال الكردستاني أن بإمكانه نتيجة حرب النظام الأسدي على الشعب السوري بناء قاعدة أولى لدولة كردية مفترضة ستكون منطقة شمال شرقي سوريا ومناطقها الشرقية قاعدة لها، والأنكى من ذلك ووفق كذب مكشوف أسماها (روج آفا) أي غرب كردستان المتخيلة.

هذا يدل على جهل تاريخي بالمنطقة وشعبها، ويدل على جهل سياسي عميق من خلال قبول هذه الميليشيات لعب دور ذراع وظيفية لسياسة الولايات المتحدة، التي لا تريد أن تحقق لهم دولة في سوريا، وإنما تريد لهم أن يلعبوا أدواراً متعددة ضد الشعب السوري والدولة التركية من خلال منع الثورة السورية من الانتصار، كي لا تلعب دور نبراس لثورات عربية أخرى تكنس المصالح الحيوية للدول الغربية ذات الطابع الاستعماري الحديث.

إن توظيف الميليشيات القسدية وميليشيات الـ PKK هو مصمم لإرباك مشروع النهضة التركية الشاملة، عبر عمليات عسكرية تستنزف تركيا، كذلك لعبوا دوراً مرسوماً لهم بمحاربة قوى الثورة السورية، التي تريد إنهاء نظام الاستبداد الأسدي.

وباعتبار أن فصائل الثورة السورية في محافظات المنطقة الشرقية هي المنوط بها طرد هذه العصابات الوظيفية، فإن هذه الفصائل باتت تشكّل خطراً وجودياً يتنامى باستمرار لاقتلاع هذه المليشيات من كل المنطقة الشرقية.

لقد برزت حركة أحرار الشرقية كقاعدة أساسية لهذا الفعل التاريخي القادم، وهذا ما دفع المليشيات التابعة لحزب العمال الكردستاني وذراعه السوري (قسد) بالتفكير جدياً بتصنيع المؤامرات المختلفة لإجهاض الوليد الثوري للمنطقة الشرقية.

كان المطلوب الأول هو ضخّ أكبر قدر ممكن من الأكاذيب حول بنية هذا التنظيم، وتصويره على أنه بدرجة ما هو ذراع داعشية، في وقت قاد فيه أبو حاتم شقرا ومقاتليه الثوار طرد داعش بالقوة من الشمال السوري ما بين منطقتي مارع واعزاز.

وحين فشلت الكذبة الأولى من تحقيق هدفها، ذهب المليشيات إلى اعتماد سياسة المفخخات والتفجيرات والقصف العشوائي لسحق فصائل قوى الثورة من أبناء المنطقة الشرقية، وهذا بحد ذاته سار على درب فشل الكذبة الأولى.

لقد فكّر جهابذة الـ PKK أن يستخدموا أسلوب التضحية بكادر منهم ضعيف بالمعنى السياسي والعسكري، واتهام حركة احرار الشرقية وقائدها الفراتي ابن دير الزور (أبو حاتم شقرا)، بأنه يقود تنظيماً إرهابياً مهمته تصفيات الشخصيات السياسية المعارضة له، وهذه كذبة ثالثة، إذ تم اغتيال المرأة المدنية المهندسة هفرين الخلف وسط مناطق محمية بشدة من قوات قسد وذلك قرب مدينة الحسكة المحتلة من قبلهم.

فصائل المنطقة الشرقية التي ينحدر مقاتلوها من أبناء محافظات دير الزور والرقة والحسكة هي منبع الرعب الحقيقي للمليشيات العابرة للوطنية السورية والعميلة الوظيفية للسياسة الأمريكية في المنطقة، ولهذا يتمّ بطرق الافتراء والتزوير والكذب اتهام هذه الفصائل وقادتها بالإرهاب، وهذا يجد استجابة لدى موظفين متشددين في الإدارة الأمريكية يكرهون الشعوب العربية والشعب التركي ولا يريدون أن تنهض هذه الشعوب اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وعسكرياً مستقلاً كي تبقى مجرد توابع لإمبراطوريتهم التي تمشي نحو صراعات نهاياتها القريبة القادمة مع عمالقة دوليين كالصين والهند وغيرهما.

إن الإعلام الذي يتبنى هذه المقولات الكاذبة لأسباب خاصة وليست موضوعية هو إعلام يخدم استمرار احتلال محافظاتنا الشرقية من قبل الأمريكيين عبر أذرعهم الوظيفية المعادية للشعب السوري.

هكذا تتضح الصورة بجلاء أن استهداف قادة فصائل الشرقية وفي مقدمتها فرقة أحرار الشرقية هو هدف مرسوم عبر عقلية تآمر قذرة، وللأسف تورط بها أشخاص يعملون مع الإدارة الأمريكية ويقدمون لها تقارير غير دقيقة مثل بريت ماكغورك الذي يجب أن يحاسبه الكونغرس على معلوماته غير الدقيقة، التي ستضرّ المصالح الأمريكية وعلاقات الولايات المتحدة بحلفائها من العرب أو الأتراك.

لقد فشل الإعلام الأصفر الذي يبني أخباره على أكاذيب مختلقة من مأجورين يريدون ألا تنجح فصائل الشرقية في تحرير أرضها وفي لعب دورها كقوة ثورية، وهكذا لا تغبّر أكاذيب الصغار رجال فصائل الشرقية وقادتها، بل تزيد من دورهم الوطني الحر وهذا ما يفعله قادة حركة التحرير والبناء وفيهم رجل يدعى أبو حاتم شقرا.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني